ملا عمر.. وعبادة الأصنام

TT

لا ندري من أين جاءت فكرة تحطيم المعابد القديمة والتماثيل التاريخية في أفغانستان، وما علاقة الاسلام بمثل هذه الفكرة التي خسرت فيها افغانستان ثروة تاريخية لا تقدر بثمن.

بعد ظهور الدعوة الاسلامية على انقاض حضارة عبادة الأصنام، شن المسلمون حرباً على الأصنام والتماثيل، وهي حرب ضرورية للقضاء على ذلك الجهل الذي جعل عقل الانسان يرتبط بعبادة صنم او تمثال. وبعد اكثر من الف واربعمائة سنة انتهت فيها والى الأبد عبادة الأصنام في بلاد المسلمين، تحولت التماثيل القديمة التي تعود الى عصور تاريخية غابرة الى المتاحف، فأصبحت رمزاً لحضارات سادت ثم بادت. وقام المسلمون المعاصرون وخاصة في دول الحضارات القديمة كمصر وسورية والعراق واليمن وغيرها بترميم هذه المعابد القديمة وتقديمها للدارسين وللسياح باعتبارها آثاراً تاريخية تحكي تاريخ البشر.

ما حدث في افغانستان هو عمل متطرف لا يمت الى الاسلام بصلة، فهل يعتقد الملا عمر وهو «أمير المسلمين» في افغانستان ان مسلماً لديه الحد الأدنى من العقل والحس السليم يمكن ان يرتد عن عبادة الله ورسوله الى عبادة الأصنام، ولماذا تتم التضحية بهذه الثروة التاريخية العظيمة، رغم النداءات الدولية وخاصة من منظمة اليونسكو، بحفظ هذا التراث التاريخي باعتباره ملكاً للشعب الافغاني وللبشرية جمعاء.

اعمال حكام افغانستان بدءاً من منع الطبيبات الافغانيات من علاج نساء المسلمين في افغانستان، وانتهاء بتحطيم تاريخ بشري لا يقدر بثمن، مروراً بممارسة قتل يومي للناس من خلال حرب طاحنة بين قبائل متناحرة وتجار مخدرات دوليين وارهاب دولي يجد في أفغانستان قاعدة آمنة له، هذه الممارسات تسيء الى الاسلام الذي هو دين الاعتدال والوسطية، وهذه الممارسات تعطي لاعداء العرب والمسلمين مادة خصبة وعلى طبق من ذهب للتحريض والاساءة للاسلام والمسلمين.

انه الجهل، يظهر بأبشع مظاهره. والعرب قالت منذ زمن غابر «ربما أراد الأحمق نفعك فضرّك»!!