ريتشارد لين اسم سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه، فرجل الأعمال البريطاني البالغ من العمر 61 عاما بات أول انسان يشفى من مرض السكري تماما، وذلك بعد أن نجح الاطباء المختصون في زرع خلايا تولد مادة الانسولين من بنكرياس أحد المتبرعين المتوفين.
ريتشارد لين، الذي عانى من مرض السكري لفترة تتجاوز الثلاثين عاما، وتعرض لنكسات صحية بالغة الخطورة كان آخرها اغماءة كاملة، وهو يقود السيارة نتيجة هبوط في نسبة السكر تسببت في حادثة أدت الى اصابته بكسور كادت تشل حركته وتعيقه عن الحركة، بات يشعر بأنه «شخص مختلف» بحسب تعبيره.
هذا الخبر هو الخبر الاهم، الذي تناولته الصحف ووكالات الانباء، على الصعيد الطبي والعلمي فهو بمثابة بارقة أمل هائلة لمرضى السكري في انحاء العالم. والسعودية التي هي أحد اكثر مناطق العالم انتشارا لداء السكري الذي بلغت نسبة الاصابة به أكثر من 15 في المائة، معنية جدا بخبر كهذا.
فانتشار السكري والأمراض المصاحبة له من فشل كلوي وعمى وأمراض العين والعجز الجنسي وانسداد الشرايين والاوعية الدموية وامراض وعلل القلب، هي جميعا تنهك خزينة وزارة الصحة والقطاع الطبي وترهقه وتجعل العناية بالسكري وتوابعه أحد أهم بنود الصرف وتوجهه.
هناك حاجة ملحة لتطوير مفهوم وقائي جاد للتعامل مع مرض السكري، تماما كتعامل الدول مع الملاريا والسل وشلل الأطفال، ومعروف أن عوامل الاصابة هنا مختلفة، فالعامل الوراثي له دور عظيم، كذلك عوامل الرفاهية في الحياة كقلة الحركة والرياضة والغذاء الخاطئ وزيادة الوزن،
ولكن هناك تجارب جماعية نجحت في مدن ودول للتعامل مع أوضاع صحية وأمراض وعلل مختلفة بجدارة ونجاح، من الممكن الاطلاع عليها والاستفادة منها. تبني برنامج العلاج الذي تم مع ريتشارد لين مطلوب في المستشفيات السعودية لتغطية الجانب العلاجي لهذا المرض المزمن الفتاك.
السكري مرض شبه بأنه رفيق درب، اذا عاملته خطأ دفعت الثمن واذا أحسنت صحبته أراحك، ما حدث من علاج لحالة ريتشارد لين يغطي فقط النوع (أ) من أمراض السكري ولا يشمل باقي الانواع، فالحرب على هذا المرض طويلة، ولا بد من خوضها، ولكنه خبر جميل ويمنح الأمل ومطلوب أن ينعكس على الواقع الصحي السعي حتى نتمكن من تقليص الفاتورة الطبية الباهظة لمرض السكري.