عزاء عام والمعركة مستمرة!

TT

المواطن السعودي يوسف الجهني مفروض أن يعزى من كل سعودي وسعودية في قلبه ذرة من المواطنة ولديه احساس بمعنى المواساة، فهو آخر من جسد حجم وفداحة المعركة التي تخوضها البلاد ضد المجموعة الباغية الرافضة التي تعيث في الارض فسادا باسم الدين.

كان يوسف برفقة زوجته عفاف في شوارع مدينة جدة واذا برصاص المجرمين يخترق جمجمة عفاف ابنة السابعة والعشرين عاما لتخرج المخ من الجمجمة وترديها قتيلة على الفور.

يوسف، وهو معلم مدرسي، وزوجته الراحلة، لهما طفلان هما باسل 6 سنوات وغنيمة 4 سنوات، نعم هذا هو «شكل» المعركة من الجانب الإنساني، فالمعركة مع «هؤلاء» ليست عبر مقالات واطروحات ونظريات ووجهات نظر وآراء وفتاوى وحوارات ولكنها عبر دم وأجساد تتناثر واشلاء تتطاير وأكفان وجنازات وأرامل وأيتام.

هذا هو المشهد الانساني الذي يجب التركيز عليه مع الفئة الباغية التي يجب قتالها، فهم ليسوا «أخوة ضلوا» ولا هم «شباب غرر بهم» كلا! هم مجموعة تعي تماما ما تفعل ولها نهج واضح مستلهم عبر أدبيات وآراء وفتاوى مستمدة من «أشخاص» معروفة توجهاتهم وفكرهم.

وكان لافتا في حديث لمجلة سعودية مع أحد غلاة وأباطرة التكفير المعروفين حين قال إنه يجب أن لا يطلق على هذه الفئة مسمى «الباغية»، مانحا بذلك اياهم العذر والأسباب.

ماذا يريد هؤلاء؟ يريدون اخراج الكفرة والمشركين من جزيرة العرب؟ هراء! هم يريدون اخراج الأميركان والغربيين، وإلا لماذا لا يذكر الفلبينيون والهنود وغيرهم من ابناء الملل والاديان الاخرى في خطاباتهم، بل هم يكفرون ايضا الكثيرين من المسلمين أنفسهم، فهذا كافر وهذا مشرك وهذا زنديق وهذا مبتدع وهذا منافق وهذا ضال.. الخ، هم يريدون عالما لهم وحدهم وجزيرة يحيون عليها ويبيدون من عداهم.

تصنيف ومن ثم تكفير ومن ثم حل دم من يخالفهم! نعم العزاء عام ولم يكن الاسبوع الفائت سوى جولة جديدة ضد هذا الفكر المكفر ومن يدعمهم بالآراء والحجج. مشوار تطهير الجسد السعودي من تلك الاورام السرطانية الخبيثة التي انتشرت في قلبه ودماغه واذنيه وأعينه.

أورام تنهش في حاضره وتهدد مستقبله، كل ذلك باسم قراءة جاهلة للدين الاسلامي الجميل الذي جاء بهديه خاتم النبيين والمرسلين سيدنا محمد عليه أزكى الصلاة والسلام. العزاء عام والمعركة مستمرة، وفي الختم يصح الدعاء المأثور (اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا).

[email protected]