تغييرات عربية غير مسبوقة

TT

الشرق الأوسط يتغير بسرعة ومن يحاول إنكار هذه التغييرات او التقليل من حجمها سيجد نفسه في موضع صعب.

الحراك السياسي والاجتماعي في بلدان الشرق العربي كان بطيئا الى درجة مملة، وحتى كاد الناس يعتقدون ان هذه المنطقة ليست جزءاً من العالم، فأوربا توحدت، ودول صغيرة مغمورة في آسيا تحولت الى دول صناعية مهمة، وأميركا اللاتينية التي كانت يسيطر عليها الفساد والحروب الأهلية تخطت هذه المرحلة، ودول الاتحاد السوفيتي السابقة بدأت تسجل معدلات جديدة في النمو، وأغلبها دخل او في طريقه للدخول في السوق الأوربية، وحتى القارة الافريقية انتشرت فيها لغة سياسية جديدة وبعضها أحدث اصلاحات سياسية واقتصادية جديدة.

العالم العربي وحده كان يبدو خارج التاريخ حتى سنوات قليلة ماضية. الصراع العربي الاسرائيلي تعثر حسمه بالحرب وتعثر بالمفاوضات، الأنظمة الشمولية وحكم الحزب الواحد كانت تعتقد انها مخلدة، دول مجلس التعاون كانت تعتقد انها «صيغة خاصة» متفاهمة مع الداخل والخارج، العلاقات اللبنانية السورية مثل طريقة ادارة المعارك في الريف المصري «سيب وأنا سيب»، ليبيا كانت تعتقد انها تحمل رسالة سماوية الى البشرية وتتصرف كدولة عظمى، صدام استمر في حكم الحديد والنار والمقابر الجماعية وكان مجرد التفكير بإسقاطه اقرب الى الحلم.

الدنيا العربية تغيرت بسرعة فلكية، صدام اعتقل في حفرة، والقذافي سلم للأميركان كل ما لديه، ومصر تغير فيها النظام الانتخابي، العراقيون يعقدون جمعيتهم الوطنية، الفصائل الفلسطينية توافق على وقف لإطلاق النار، وقيادة فلسطينية تعلن في حملة انتخابية أنها ضد عسكرة الانتفاضة فتحصل على الاكثرية، انتخابات في الرياض، ومعركة انتخاب المرأة في الكويت، وانسحاب سوري من لبنان، ومعارضة لبنانية اصبحت معادلة سياسية مهمة، واتفاق تاريخي على وقف الحرب الأهلية في السودان.

الدنيا من حولنا تتغير، وبسرعة ووتيرة غير مسبوقة، وربما يكون القادم لها اعظم، والاذكياء هم الذين يقرأون هذه التغيرات ويبنون عليها، والحمقى هم من ينكرون او يقللون من قيمة هذه التطورات!!

أيها الناس.. الدنيا تتغير، العالم العربي يتغير.