الموسوعة

TT

موسوعة غينيس البريطانية للارقام القياسية بمختلف مجالاتها وانجازاتها باتت معروفة للقاصي والداني في العالم عن معلوماتها المهمة والطريفة والغريبة، وهي في نفس الوقت مصدر فخر واعتزاز لمن ينشر في تلك الموسوعة عن انجازه أيا كان.

وفي السعودية هناك العديد من الانجازات الفردية والجماعية التي تنشر في الصحف المحلية ولكن تفتقر لعمل تجميعي وتوثيقي مؤسسي عنها يحفظ للبلاد ذاكرتها الإنجازية في المجالات المختلفة والأزمنة المتنوعة.

فليس غريبا أن تقرأ خبرا عن عالمة في الاحياء أو طبيب في مجال نادر وفريد أو مهندس إلكتروني أو رياضي أو محاسب قانوني نال تلك الشهادة وهو الاصغر سنا في تاريخ تلك الشهادة (وهذه حادثة واقعية)، وغيرها من الانجازات المهمة والمختلفة التي تساهم ولا شك في تفعيل روح الانتماء للبلاد وأهلها وتعزز الافتخار والرغبة في الاقتداء بذلك وتبين لاعداد غير بسيطة أن هناك انجازات سعودية مهمة وفاعلة وفي مجالات ثرية ومتنوعة وابراز ذلك بصورة جميلة وقوية سيساهم بجدية في تسجيل الكثير من انجازات ابنائها وبناتها في مجالات خدمة الناس بمختلف توجهاتهم ولكن مع الاسف تلك الاخبار تضيع وسط زحمة «الأخبار السيئة» التي تطغى على الساحة وهي باتت كثيرة جدا أخيرا.

الأرمن واليونانيون والهنود والصينيون والإيطاليون وغيرهم من أبناء الأمم المختلفة قاموا بإعداد عدد غير بسيط من الموسوعات المتخصصة الثرية عن إنجازات مواطنيهم في شتى المجالات وكان ذلك يتم عادة إما عن طريق وزارة الثقافة أو الجامعات أو مراكز المعلومات أو المتاحف أو الجمعيات الأهلية المتخصصة.

وفي السعودية هناك كيان مهم وهي دارة الملك عبد العزيز والتي تألقت عبر السنوات الاخيرة في إصدارات «وطنية» مفيدة وهي مرشحة لان تقوم بدور تنفيذي فعال تجاه فكرة كهذه تصب فائدتها على قطاعات مختلفة في البلاد عموما. شباب هذه البلاد متعطش جدا ويفتش ويبحث عن القدوة في بلاده وبموسوعة كهذه من الممكن أن يسلط الضوء على انجازات لافتة ومميزة تعود بالفائدة الملموسة والقوية عليهم. وهذان انجازان لا يمكن اغفالهما ولا الاستهانة بهما.

صناعة الأوطان مهمة شاقة وطويلة ولا تنتهي، ومن أهم خطواتها ايجاد عناصر الافتخار والاعتزاز بابنائها بصورة عصرية وصادقة وهي وغيرها لبنات وأحجار اركان في البناء السليم للمستقبل الوطني فكرا وتنفيذا.

[email protected]