هذه أفضل قمة عربية

TT

أعني كان لها ان تكون قمة الحلول، تحسم الإشكالات الكبيرة وتجنب المنطقة ويلات مقبلة عديدة. أفضل قمة لو انها اقرت نهاية التشابك اللبناني اللبناني، واللبناني السوري، وسجلت سورية فيها رغبتها انهاء وجودها بأكمله على أرض الجار الصغير. ستكون ناجحة لو سجل الوفد اللبناني في القمة تعهده بانه سيجعل اللبنانيين الناخبين حكما ليختاروا ممثليهم، ويختار ممثلوهم حكومة جديدة ورئيسا جديدا. ويتعهد الوفد امام القمة بمحاسبة من قصّر ومن تورط في جريمة مقتل رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري. ستكون قمة ناجحة لو تعهدت كل الدول بدعم العراق في أمنه ومعاونته على محاربة الإرهاب لا الشماتة به والتحريض ضده. ستكون القمة ناجحة لو اتفق الجزائريون والمغاربة على حل اقدم حرب منسية، نزاع الصحراء الغربية، وقبل الجانبان حكما ذاتيا حقيقيا ضمن سيادة مغربية، ضمن حل مثل نظامين في دولة، كما قبلت الصين في شأن هونغ كونغ. وكان للقمة ان تعتبر ناجحة لو اعلنت تنفيذ السوق الاقتصادية المشتركة بشكلها الكامل متناسية كل دولة تحفظاتها، ومتنازلة عن حمائيتها لبضائعها. وستكون أفضل قمة لو اتفق الـ13 زعيما وبقية الوفود على ادارة الجامعة بروح اكثر فعالية ملتزمين بدفع ما عليهم وملزمين الجامعة بإصلاح نفسها. ستكون قمة ناجحة لو أن الأمين العام للجامعة عرض استقالته على القمة واقترح ان يكون المنصب بالانتخاب او الاختيار المنظم او لمن يدفع أكثر.

انها تمنيات ليست بالعسيرة لو نظرنا اليها في إطار النتائج الجماعية. والحقيقة ان مآل كل القضايا التي ذكرتها الحل، ان لم يكن في هذه القمة وهذا العام ستحل في قمة او عام آخر. حينها ربما تفقد الحلول جاذبيتها، وتخسر الجامعة فعاليتها التي هي مهمة لكل دول المنطقة. فالجامعة خشبة النجاة لدول المنطقة لو احسنت الإمساك بها وعهدت اليها بالمهمات الخطيرة ومنحتها التنازلات الكبيرة عوضا عن التخاصم والرضوخ للمنظمات الدولية، ولو قبل العرب بجامعتهم قبل العالم بها. من خلال منبرها يمكن ان يكون لحكومات المنطقة صوت اعلى في المحفل الدولي، وقرار يسبق اي قرار خارجي. لكن لأن الدول العربية نفسها لا تقدم لجامعتها تنازلات، ولا تهديها النجاحات، ولا تعيرها الاحترام المطلوب، فإن دول العالم تعاملها بقلة الاحترام نفسها.

قمة الجزائر ليست أفضل قمة عربية وليست اسوأها ايضا، لكن فرصة النجاح في يد الدول الجالسة في القاعة. ولنتذكر ان اهم مشروع اعطى الجامعة روحا وقيمة دولية هو عندما حولت المبادرة السعودية الى مشروع للجامعة العربية في قمتها في بيروت، وصار للجامعة دور وتملك مفتاحا في مشروع السلام لا مجرد متفرج على الاخبار عبر التلفزيونات. أملنا ان تكون القمة المقبلة هي افضل ما عرفناه في تاريخ اللقاءات القيادية.

[email protected]