أهلا بالشباب!

TT

تشير بعض الإحصائيات إلى أن 60% من العالم العربي من اليافعين والشباب. وبالتالي فإن شريحة الشباب من الجنسين تشكل نسبة عالية من مجتمعاتنا، إلا أن الكل يتحدث باسمهم، والجميع يخطط لهم. ولأن ثقافتنا تقول إن من هو أكبر منهم بيوم، أعرف منهم بسنة، فبالتالي الجميع يقدم لهم النصائح! لكن من يستمع لهم؟

لفت نظري تعليق من قارئ على مقال الأستاذ أنيس منصور في زاويته اليومية في «الشرق الأوسط» الذي استهله بعبارة «يا رب قطعة أرض»، حيث جاء رد القارئ: «ونحن نقول يا رب فرصة عمل»! ومن هنا كان التساؤل كيف يفكر هؤلاء الشباب؟ وماذا يريدون؟ وما هي نظرتهم لمجريات الأمور من حولهم، وما مواقفهم من أحداث الساعة؟

من هنا جاءت فكرة مقال يكتبه زميلنا محمد جزائري كل يوم سبت في صحيفتنا «الشرق الأوسط». الزميل محمد من مواليد 1981. صحافي سعودي شاب، فيه عمق ولمعة الصحافي. دوره سيتلخص في كتابة مقال يقوم على البحث، واستطلاع آراء من هم في سن الخامسة عشرة، وحتى الخامسة والعشرين، من الفتيان والفتيات. مهمة زميلنا هي التحدث إليهم حول قضايا الساعة، في المغرب أو اليمن، وفي الرياض أو القاهرة. يسألهم ويتحدث إليهم، ومن ثم يقتبس ويعلق!

ليس من مهمته أن يبسط، أو يجمل. هو يستمع، وينقل. في محاولة لتسليط الضوء على شريحة تؤثر، وتتأثر. سيصبح محمد جزائري صوتهم، والمرآة التي تعكس توجهاتهم، سيعتمد على اللقاء المباشر، والاتصال الهاتفي، وكذلك ما يدور في منتديات الانترنت التي اختطفتهم من عالم النشر التقليدي لكي يتناولوا قضاياهم بعيدا عن الوسائل التقليدية. سيسافر زميلنا، ويرى ويسمع، ويرصد! قد يستخدم أسماء مصادره الحقيقية، إن وافقوا، وسيضطر لإخفائها، إن طالبوا بذلك. لكنه سيخضع مقاله للمقاييس المهنية الصحافية التي نتبعها.

وهذه محاولة، لا أعلم أن صحيفة عربية، أو أجنبية سبقتنا إليها، مثلما أن علمي قاصر عن أمة جلها من الشباب، ولا صوت لهم، مثل أمتنا العربية. ولذا نحاول هنا تقديم فكرة تهم شريحة عريضة من عالمنا العربي، وتساعد صانعي القرار، وقادة الرأي العام على فهم كيف يفكر الشباب. ليس الكل، ولكن شرائح من كل فئة، قد تفيد! أو تقرع جرسا!

لا نعد بحرية مطلقة، في المقال. لكن نعد بحرية مسؤولة! فأهلا بشبابنا وشاباتنا في صحيفتهم، صحيفة «الشرق الأوسط»!

[email protected]