أخطاء... وأخطاء كبرى

TT

أعداد الأسبوع المنصرم مثل أحداث الأسبوع المنصرم هادئة، ولذلك جاءت الصفحة الأولى طيلة الأسبوع الماضي هادئة.

عكر صفو هدوء الصفحة الأولى تلك الصورة المعبرة لمعركة الكراسي بين نواب البرلمان الصومالي حيث أصيب سبعة نواب ونقلوا إلى المستشفى، وجاء العمل الإرهابي في الدوحة ليحتل موقعه اللائق في صدر الصفحة الأولى بعنوان يسمى في الأعراف الصحفية «العنوان... المقال» «القاعدة في الدوحة بدلت الأشرطة بالسيارات المفخخة» (21/3)، ونستطيع أن نلتمس عذرا لضعف تغطية الخبر في الصحيفة حيث أن الإعلان الرسمي القطري كان محدودا ولم يتم تزويد وسائل الإعلام الا بمعلومات متواضعة.

حتى القمة العربية التي احتلت الصفحة الأولى من عددي 23 ـ 24/3 كانت هادئة، فهي قمة ليست ناجحة وليست فاشلة، لم تبحث أمرا جديا، ويقال إنها بحثت أمورا جدية وراء الكواليس. وكان اللافت ذلك العنوان الصغير في الصفحة الأولى (23/3) «تكاليف المؤتمر تعادل ميزانية الجامعة في عام»!!

لا أدري إن كان من حق المراقب الصحافي أن يفرض آراءه وخاصة عندما تكون متطرفة، ولكن سأغامر بالقول إن نشر صورة على صدر الصفحة الأولى (23/3) رئيس الوزراء الليبي وهو يشعل سيجارة للعقيد القذافي ربما يكون لها مغزى سياسي، ولكنها تتعارض مع المسؤولية الاجتماعية للصحيفة، ففي دول كثيرة لا تنشر صور السياسيين أو الفنانين أو اللاعبين وهم يدخنون، لأنه يفترض أن يكون هؤلاء «نموذجا» للناس وخاصة الشباب، وفي إحدى العواصم العربية كان هناك نقاش جاد في الأسبوع الماضي عندما نشرت الصحف صورة أحد الوزراء وهو يدخن «الشيشة» أو «الأرجيلة» في أحد المقاهي.

الأسبوع المنصرم كان أسبوع الأخطاء التي لا تغتفر للصحيفة، وصحيح أن «الشرق الأوسط» تمتلك فضيلة الاعتراف وتضع زاوية يومية للتصويبات ولكن هذا لا يقلل من خطورة الأخطاء الكبرى، ونكرر القول إن الأخطاء اللغوية والطباعية ستظل موجودة وإن كانت أفضل بكثير عما كانت عليه، إلا أن هناك أخطاء كبيرة تضر بمصداقية الصحيفة. هناك حاجة إلى جمع هذه الأخطاء وتوزيع مسؤولياتها، فبعضها جاء من مكاتب «الشرق الأوسط» وبعضها من المحرر في لندن، وبعضها أخطاء أحرجت فيها الصحيفة كتابها، وبعضها أخطاء أحرج فيها الكاتب صحيفته.

الزميل الإعلامي تركي الدخيل دخل ضمن الفئة الضالة (18/3) حين تم الخلط بينه وبين بندر الدخيل، وعبد الرحمن الراشد الذي كان من أهم الصحفيين المتابعين لاحتلال الكويت نشر على لسانه أو «على قلمه» أن الدبابات العراقية غزت الكويت في 1995، وفي مقال الزميل فؤاد مطر ذكر خطاً أن لبنان استقل في عام 1973 في حين أن لبنان استقل قبل ثلاثين سنة من ذلك التاريخ، وكذلك نشر بطريق الخطأ تاريخ اغتيال رفيق الحريري. كما نشر تقرير من العراق (17/3) اسقط مئة نائب من البرلمان العراقي حين قال إن عدد النواب 175 والصحيح أنهم 275، وذكرت الآية القرآنية من سورة المائدة التي قرأها نائب رئيس مجلس الوزراء الإيطالي بطريق الخطأ. وفي خبر اقتصادي (19/3) قامت دبي بتطوير مشروع عمراني بمبلغ مليار دولار فأصبح المبلغ في الصحيفة 27 مليارا.

الأخطاء السابقة لم يكتشفها المراقب الصحافي بل المحرر ونشرها في تصويباته ولكننا نعيد التذكير ونطالب بمعرفة أسباب هذه الأخطاء الجسيمة.

حصاد الأسبوع في عدد الجمعة الماضي كان لافتا، فهناك زاوية جميلة عن «حسن الشيخي.. حارس الحياة» تتحدث عن عسكري سعودي من ضحايا الإرهاب يتحدث من على سريره في المستشفى، وكانت زاوية غسان الإمام عن «عمرو موسى.. حمال الأسية» خفيفة الظل عميقة المعنى، ولكن لا ندري لماذا نشر مقال الوزير اللبناني السابق عمر مسقاوي والذي هو أشبه بعمل دعائي لتبرير الوجود السوري في لبنان في حصاد الأسبوع التي يفترض أن تكون صفحات تجمع بين الجدية وبين التأنق حيث أن هذه الصفحات أقرب إلى الاستراحة الأسبوعية منها إلى الصفحات العادية.

نشرت «الشرق الأوسط» خلال الأسبوع المنصرم 314 خبرا كان للعراق منها نصيب الأسد بـ 68 خبراً، تلاه لبنان 56، والجزائر 47، والسعودية 27 .