أنباء طيبة من تيريستي

TT

عقد وزراء البيئة في الأقطار الثمانية الصناعية الكبرى، اجتماعا اثناء عطلة نهاية الاسبوع، في تيريستي بايطاليا، وقرروا تطبيق البروتوكول الذي طرح كمشروع في كيوتو عام 1997. ولا شك ان هذه الخطوة تبعث على الارتياح، إذ تشير الى ان ادارة بوش الجديدة لا تنوي طرح هذه الصفقة المعقدة للنقاش من جديد.

وكانت وزيرة البيئة الاميركية الجديدة كريستي تود وايتمان واضحة تماما عندما قالت ان واشنطن ملتزمة التزاما حازما بمحاربة الارتفاع الحراري الكوني وغيره من المهددات البيئية.

ويقضي بروتوكول كيوتو بأن تخفض القوى الصناعية الكبرى افرازاتها من الغازات الملوثة للبيئة بنسبة 5.2% بحلول عام 2010، وذلك للحيلولة دون ارتفاع الحرارة الكونية بمعدلات مخيفة تصل من 5 الى 6 درجات خلال القرن الحالي. وسيؤدي مثل هذا الارتفاع الى نتائج مأساوية على مستوى العالم، ومن ضمنها اختفاء كثير من الجزر، بما في ذلك الجزر البريطانية، نتيجة لارتفاع مستويات البحار.

ومن النتائج التي يمكن ان تترتب على الارتفاع الحراري نقصان المياه الصالحة للشرب، والانخفاض الهائل في انتاج الغذاء، والانتشار الوبائي لكثير من الأمراض.

ومع ان العلماء يختلفون حول تفاصيل التغيرات المناخية، إلا انهم يتفقون على جملة من الحقائق المثيرة. ومن بين هذه الحقائق ان معدلات غاز ثاني اكسيد الكربون التي تنفث يوميا في الهواء اكبر الآن من أي وقت مضى خلال نصف مليون من السنين.

وسيبدأ تطبيق بروتوكول كيوتو العام المقبل، ويتوقع تطبيقه خلال عشر سنوات، ولكن حتى اذا طبق البروتوكول بكامله فان تأثيره لن يكون سوى المحافظة على الأوضاع الحالية بكل اخطارها. فتخفيض الدول الصناعية الكبرى لافرازاتها الغازية بنسبة 5%، يمكن ان يكون بلا أثر نتيجة النسب المماثلة التي ستفرزها الدول الصناعية الجديدة.

ويعتقد المثاليون ان كوكبنا لن ينقذه من الدمار الكلي، إلا تغيير جذري في اساليب الحياة وانماطها. اما الواقعيون فيعتقدون ان العبقرية البشرية كفيلة بايجاد الحلول الملائمة لهذه المشاكل على المستويات العلمية والتقنية والاقتصادية.

والواقع ان هذه الحلول موجودة بالفعل في ما يتعلق بكثير من القضايا، والعقبة الوحيدة هي انعدام الارادة السياسية لتطبيقها. وهذا بدوره يقتضي حدوث تغيير ثقافي جوهري يجعل الاهتمام بالبيئة والحرص على مستقبل كوكبنا، هماً أساسياً من همومنا اليومية.