صحيفة لكل العائلة

TT

تميز الأسبوع المنصرم بالهدوء بل والرتابة السياسية، وباستثناء متابعة أخبار لبنان كانت الأجواء السياسية هادئة. العنوان الرئيسي للصفحة الأولى كان لبنانياً طيلة الأسبوع. وحتى في الصور، فقد تصدرت صور لبنان الصفحة الأولى أربع مرات خلال الأسبوع الماضي.

هناك تطورات إيجابية تصب لصالح تحول «الشرق الأوسط» إلى صحيفة للعائلة. فقد كانت «فكرة ومقال» إحدى الخطوات الجريئة لربط الشباب الذين يمتلكون موهبة الكتابة بالصحيفة، وإن كنا نرى ضرورة زيادة عدد المقالات المنشورة شريطة الاحتفاظ بالمستوى الراقي للكتابة.

وجاء ملحق أذواق (28/3) لتعزيز مكانة الصحيفة لدى النساء، وقد اشتمل على مواضيع متنوعة عن قضايا النساء والطعام والديكور، وهي أمور تقرأها شريحة واسعة من النساء. كما أن المجلات العالمية المتخصصة في هذه الأمور تجد رواجاً كبيراً في العالم العربي.

كما يستحق ملحق تقنية المعلومات كأس التفوق، فالصفحات متنوعة ورزينة وألوان الملحق مفرحة، وقد ثبت أن أربع صفحات كاملة لتقنية المعلومات ممكن أن تكون ثرية ومتنوعة، وبالتأكيد فإن هذا الملحق سيربط العديد من الشباب بالصحيفة مع انتشار استخدام تقنية المعلومات في الدول العربية بشكل لافت.

ملحق الوتر السادس يصب في نفس الاتجاه، وإن كان يحتاج إلى اهتمام أكثر عبر تقليل المواضيع الطويلة، ونشر أخبار متنوعة عن آخر الأغاني والألبومات والاهتمام بصور الفنانين. وبلا شك فإن ملحق عالم النشر والكتابة (31/3) كان متميزاً وغنياً، خاصة أنه يأتي مع بداية عطلة نهاية الأسبوع في كثير من الدول العربية.

ملحق السفر والسياحة يحتاج إلى جهد كبير، فليس من الجائز أن يحتوي الملحق الذي أخذ صفحتين من الجريدة على ثلاثة مواضيع فقط. من حق القارئ أن يقال له أين يقضي إجازاته، وأن تُعطى له معلومات كافية عن الأماكن السياحية في العالم. وبالتأكيد، فإن التعاون مع شركات الطيران ومؤسسات السياحة العربية والدولية يمكن أن يغني الملحق.

يرى المراقب الصحافي أن هناك حاجة إلى ملحق يربط القراء بالتطورات الفكرية في العالم المعاصر. هذا الملحق يمكن أن يحتوي على افتتاحيات صحف عالمية مرموقة ومقالات مترجمة. ويمكن التركيز على قضية واحدة قد تستخلص من مصادر عديدة، وبالتأكيد الملحق يحتاج إلى اهتمام بتوجهات الرأي العام والصحافة الإسرائيلية، فليس من الجائز أن يستمر تجهيل المواطن العربي بتوجهات الرأي العام الإسرائيلي والأحزاب والصحافة الإسرائيلية، بينما تتابع الصحافة الإسرائيلية توجهات الرأي العام العربي.

واضِحٌ أن العناوين الطويلة والغامضة قد اختفت أو كادت من الصحيفة لكن متابعة هذه المسألة ضرورية. ففي عدد (27/3) ص6 ورد عنوان «زوجة شقيق انتحاري الدوحة: اعتقلوا زوجي الموظف بـ «الجزيرة» وعلاقتنا مقطوعة بعمر وزوجته القطرية منذ سنوات». وفي عدد (31/3) ص7 «سجلات للطيران الأميركي تدعم سورياً نقل إلى سورية بشبهة الإرهاب في دعواه ضد واشنطن»، وهي عناوين غامضة يجب الانتباه إليها.

لا ندري ما الذي دفع المحرر إلى تشويه الصفحة الأولى من عدد الجمعة من خلال وضع صور وعناوين فوق ترويسة الصفحة الأولى حتى بدت وكأنها صحيفة أخرى.