مسؤولية المعارضة اللبنانية

TT

تتحمل المعارضة اللبنانية مسؤولية كبيرة في إنقاذ لبنان من مخاطر كثيرة، فالمعارضة في لبنان أصبحت رقما صعبا، وأثبتت أن لديها قدرة على الحشد، وأهم من ذلك أنها تمثل اليوم كالعراق الطيف الطائفي والاجتماعي.

سيكون خطأ استراتيجيا كبيرا أن تترك المعارضة أمر البلد للوقت وأن تتفرج على الأحداث التي قد تنزلق بأي اتجاه. وليست مهمة المعارضة هو تسجيل المواقف بل تحقيق المواقف، ولا يكفي أن تكون المعارضة نزيهة ومخلصة بل يجب أن تكون فاعلة وايجابية.

مطلوب مبادرة سياسية لاقتراح توافق لبناني بين كافة الأطراف، ومطلوب الدخول في حوار مع «الموالاة»، وخاصة أولئك الذين لم يتورطوا في تأزيم الوضع ولم يتسببوا في تسميم الأجواء السياسية. ومطلوب مبادرة باتجاه دمشق، فالإعلان السوري الصريح عبر الرسالة الرسمية لمجلس الأمن بتحديد موعد الانسحاب السوري الكامل قبل الانتخابات يتطلب مبادرة من المعارضة اللبنانية باتجاه دمشق.

لا يجوز أن يبقى البلد بدون حكومة ومهما كان الخلاف الذي وصل إلى درجة القطيعة مع الرئيس لحود، ورغم أن الرئيس ارتكب خطأ كبيرا حين سمح لنفسه أن يفرض على اللبنانيين بطريقة تعسفية، إلا أن تعطيل المؤسسات السياسية بما فيها مؤسسة الرئاسة ليس في مصلحة لبنان.

هناك برلمان معطل أو شبه معطل، أغلبيته جاءت في ظروف استثنائية، ولو قدر وحدثت انتخابات جديدة لتغير الكثير، وهناك حكومة تصريف العاجل من الأمور، ورئيس الوزراء المكلف لا يبدو انه سيستمر في مهمته، وهناك قطيعة مع الرئاسة. وهذا وضع يحتاج من المعارضة أن تكون في مستوى مسؤولية إنقاذ البلد عبر طرح مبادرة متكاملة للإصلاح وعبر اقتراح آليات للخروج من الأزمة. وأسوأ سيناريو هو الانتظار والاعتقاد بأن هناك من يخرج من الأرض أو ينزل من السماء لحل المشكلة.

مشكلة لبنان بيد اللبنانيين والمعارضة تتحمل مسؤولية كبيرة.