أحداث تهدأ.. أخرى تشتعل

TT

ثلاثة أحداث رئيسية شهدها الأسبوع الماضي، فقد انتهت المشاورات الماراثونية بشأن انتخابات الرئاسة والحكومة والبرلمان في العراق، وانتهت مواجهة كبيرة بين الأمن السعودي والإرهابيين في مدينة الرس السعودية باستسلام وقتل عدد من الإرهابيين، وبدأت مواجهة جديدة بين حكومة السودان والأمم المتحدة بعد القرار الدولي بمحاكمة مجرمي الحرب السودانيين. كما شهد الأسبوع المنصرم خبراً عالمياً تمثل في موت البابا بولس الثاني.

في الشأن العراقي أرهقنا المحرر بكثرة المقابلات مع سياسيين عراقيين كانوا طرفاً في التنافس السياسي، وكانت تصريحاتهم تستهدف تعزيز مواقعهم الشخصية في هذه العملية، وكان يفترض أن تؤخذ هذه التصريحات بحذر وخاصة تصريحات السيد عدنان الباجه جي والسيد مشعان الجبوري الذي كان أحد المرشحين لرئاسة البرلمان، وثبت بعد انتهاء العملية السياسية بانتخابات الرئاسة والحكومة والبرلمان أنه ليس صحيحاً ما قيل عن احتمال انسحاب السنة من العملية السياسية إذا لم ينتخب هذا أو ذاك، واتضح أنه غير صحيح أن هناك إجماعاً سنياً أصلاً على شخص بعينه، وأن معظم هذه التصريحات كانت تستهدف تعزيز المواقع السياسية لهؤلاء السياسيين.

في الشأن السعودي تابعت الصحيفة بالخبر والصورة وبشكل يومي عملية المواجهة بين الإرهابيين والأمن السعودي، ولم يكن للمحرر ذنب في عملية تضارب المعلومات حول شخصيات القتلى من قادة الإرهاب فالعملية كانت طويلة، والمعلومات الأمنية كانت شحيحة، وكان جهد المحرر في الاهتمام بالجوانب الإنسانية وليس فقط الجانب الأمني في العملية واضحاً.

أما في الشأن السوداني فإن على المحرر أن يستعد لتطورات تحتاج إلى متابعة في حالة استمرار رفض الحكومة السودانية التعاون مع الأمم المتحدة وخاصة بعد تسرب معلومات عن تقديم القائمة الأولى من أسماء المطلوبين للعدالة الدولية، وكذلك احتمالات حالة قلق سياسي داخل السودان.

جاء خبر موت البابا في الصفحة الأولى لعدد 2/4 باهتاً ومحشوراً، وحتى التغطية الداخلية للخبر لم تكن في مستوى الحدث رغم أن احتمالات وفاة البابا كانت قوية، وكان عنوان الصحيفة على صدر صفحتها الأولى قبل يوم واحد من الوفاة «البابا يحتضر» والمسألة تطرح ضرورة الاستعداد للخبر قبل حدوثه بتجهيز أرشيف الصور والمعلومات استعداداً لحدث كبير متوقع الحدوث.

وفّر المحرر كثيراً من الجهد على المراقب الصحافي، فقد اختفت تقريباً العناوين الطويلة والغامضة من الصحيفة، كما أن زاوية التصويبات تغطي وبكل دقة وشجاعة الأخطاء الفنية والسياسية وأخطاء الصور وترتيب الصفحات. ولكن استمرت الترويسة التي تحتل وتشوه أعلى الصفحة الأولى، وما زال المحرر يحشر صورة يومية في زاوية بريد القراء لا معنى لها ولا علاقة لها بأي موضوع كما أنها تفتقر للذوق الفني، وما زالت أخبار الصفحة الأخيرة مغتربة وتفتقر للخبر العربي، وقد نشرت الأسبوع الماضي ثماني عشرة صورة لفتيات في الصفحة الأخيرة كانت اثنتان فقط لنساء عرب.

لم تخل الصفحة الأولى طيلة الأسبوع المنصرم من خبر علمي أو فني أو طريف وهي سنّة حميدة تكسر رتابة الأخبار السياسية وتخفف التجهم والقلق على القارئ.

نشرت «الشرق الأوسط» خلال الأسبوع المنصرم 287 خبرا كان للعراق نصيب الأسد 65 خبراً، تلته لبنان 52، فلسطين 47، السعودية 41.