مؤتمرات في كل مكان

TT

ذهبت لحضور مؤتمر في أحد الفنادق في مدينة عربية فاكتشفت أن هناك أربعة مؤتمرات أخرى في نفس الفندق، وذهبنا للعشاء في فندق مجاور فوجدنا أن هناك ثلاثة مؤتمرات أخرى في ذلك الفندق.

أمة العرب أصبحت أمة مؤتمرات. في كل عاصمة ومدينة عربية عشرات المؤتمرات في السياسة والاقتصاد والفن والرياضة، وفي كل مؤتمر عشرات التوصيات، ومع ذلك فإن أوضاعنا تتردى ولا تتقدم.

افتح أي صحيفة ستجد إعلانا عن مؤتمر، وافتح أي محطة فضائية ستجد أنها تغطي مؤتمرا، وربما لو فتحت الثلاجة أو صنبور المياه لوجدت أن هناك مواطنين عربا يعقدون مؤتمراً.

لا أبالغ بالقول إن هذه المؤتمرات تستهلك عشرات الملايين من الدولارات ،التي لو صرفت على شيء مفيد لتغيرت أحوالنا، ونادرا ما تؤخذ توصيات هذه المؤتمرات مأخذ الجد، ونادرا ما تتشكل لجنة متابعة لمثل هذه التوصيات.

في بعض الدول الخليجية هناك بند كبير في ميزانية الدولة للمؤتمرات، وعندما تسأل عن كل هذه المصروفات يقال لك إننا نشجع «سياحة المؤتمرات».

مؤتمرات القمة العربية لم تعد ذات فائدة، ومؤتمرات الوزراء العرب نادرا ما تنجح في تحقيق شيء، ومعظم المؤتمرات الرسمية العربية تعد أوراقها ونتائجها مسبقا، وتكون مهمة القادة أو الوزراء مجرد التوقيع على هذه التوصيات. وينطبق على كل ذلك المثل القائل إن القوانين توضع لكي تكسر، وقرارات المؤتمرات توضع لكي لا يؤخذ بها، والأحاديث في معظم هذه المؤتمرات كلام مكرر يعرف كل واحد ماذا سيقول الآخر بمجرد أن يفتح فمه.

قرأت وثيقة صادرة عن وزراء الصحة العرب قبل خمسة عشر عاما فوجدت أن نفس الكلام والتمنيات يتم تكرارها حتى اليوم. ويبدو أن العاجز عن أن يفعل شيئا يلجأ للكلام. والعاجز عن تحقيق هدف يعقد مؤتمرا ويضع توصيات غير قابلة للتطبيق.

كيف يمكن وقف كل هذه المؤتمرات التي لا فائدة منها؟ نقترح عقد مؤتمر عربي لهذا الهدف!!