بنيلوبه هذا الزمان!

TT

أما المرأة ففي غاية الشراسة..

أما الرجل ففي منتهى السلاسة..

وهكذا استمر الحب بين كاميلا وتشارلز. من أول لحظة ومن 35 عاماً قالت له: هل تعرف أن جدتي الكبرى كانت عشيقة لجدك الأكبر ادوارد السابع ما رأيك؟

وكان من رأيها واستمر الحب مخترقاً زواجه من الأميرة ديانا، فهي التي اختارتها له بعد أن رفضته أخت ديانا، أما أول خنجر في قلب ديانا فهو أنه قال لها: ان كاميلا هي التي اختارتك، وأما الخنجر الثاني فعندما لاحظت ديانا أنه يتلقى هدايا عليها الحرف الأول من اسمه، ولكنه اعترف لها بأنه الحرف الأول من اسم كاميلا.

وفي شهر العسل مع ديانا ضبطوا مكالمة بين تشارلز وكاميلا..

وعندما مرض ودخل المستشفى كانت كاميلا في غرفة مجاورة، لم تتركه ولا تركها، أكثر من ذلك انها أقنعت الأمير تشارلز ان يشتري كل مخلفات جدتها الكبرى وبأسعار فادحة، فهي أرادت أن تعيش في جلبابها وأن تنام على سريرها، ولكنها كانت أبرع من جدتها، فجدتها لم تتزوج الملك ادوارد السابع، ولكنها استطاعت. ويوم زواج تشارلز وكاميلا فقد صفع الكنيسة والعرش ووالديه وولديه والرأي العام، الذي يريد أن يكون ابنه هو الملك، وربما نزل عن العرش كما فعل ادوارد الثامن وهو أخ لجده جورج السادس، وكان ذلك بسبب الأميركية المطلقة مسز سمبسون.

وتشارلز هو الذي دفع ديانا إلى الاضطراب النفسي والمعوي والمعدي وهو الذي جعلها تصاب بحالة هيستيرية تمتنع عن الطعام حتى كادت تموت، ثم انها أصيبت بمرض البوليميا، وهو الجشع والافراط في الطعام وتفريغ المعدة بصورة عصبية في أكبر المناسبات الملكية، وهي التي هان عليها جسمها وحبها فاستسلمت لكل الذين حولها، واعترفت في التلفزيون بعلاقاتها الكثيرة، انها أرادت أن تمسح به الأرض، وفضحته والعرش والأسرة المالكة، وتعدد المذكرات الكاشفة لعلاقاتها مع عدد كبير من الناس، وأسوأ من ذلك اعترفت بذلك، ولم يكن الهدف هو بهدلة ولديها، وإنما الهدف هو زوجها وأمه وأبوه والعرش. وفي هذه الأثناء لم يقف إلى جواره إلا كاميلا، وقد نفر منه أبوه وأمه واخوته، واستحق كراهية كل الناس واحتقارهم أيضاً.

واتهمه الناس وكذلك اتهموا أمه وأباه بأنهم جميعاً وراء اغتيال ديانا، والفتى المسلم الذي أحبها وأحبته، وكانت حاملاً، والحمل هو الذي جعل نهايتها حتمية، فلم يكن معقولاً ولا مقبولاً أن يأتي بطفل اسمه محمد أو بنت اسمها فاطمة ويكون أخاً لابنها الذي سوف يكون ملكاً على رأس الكنيسة، ونفذت المخابرات البريطانية بالاتفاق مع المخابرات الفرنسية، وكانت الوفاة اللغز للأميرة ديانا وخطيبها المصري دودي الفايد!

وحاولت كاميلا أن تقرب المسافة بين ابنها وولدي الأمير، وعلى مضض تقارب الأبناء، وفجأة قرر الأمير أن يباعد بينهم، فابن كاميلا قد أدمن المخدرات، ولاحظ الأمير أن ابنه الأصغر هاري قد مارس تناول الحشيش، ولم تفلح لا كاميلا ولا تشارلز في أن يعيدا الأولاد إلى حضن واحد وبيت واحد، لقد كبر ولداه وتعمقت كراهيتهما لكاميلا، التي صارت زوجة لأبيهما خلفاً لأمهما!

وهذا الزواج أسطوري، بل أسطورة الأساطير، ففي الإلياذة أن بنيلوبه زوجه عوليس انتظرته عشرين عاماً، وظلت تغزل «بول أوفر»، وكلما تقدم لها أحد قالت بعد أن أفرغ من البلوفر، وكانت الذي تنسجه بالليل تفكه بالنهار، حباً ووفاء لزوجها، ولكن بعض المؤرخين يرون أن بنيلوبه لم تكن هكذا وفية بل لعبت بذيلها كثيراً، ولم تطق صبراً على غيابه عشرين عاماً، أما كاميلا فاستطاعت، وبذلك ضربت رقماً قياسياً في طول البال وطول النفس، فكأن الأمير عوليس هو الذي تزوج، أما هي بنيلوبه القرن الواحد والعشرين فتجملت بالصبر الطويل حتى كان لها ما أرادت: أميرها ومئات ملايينه، أما العرش فلا يهم!