زواج القرن.. لو كانت ديانا أبشع قليلا!

TT

بهدوء.. تم زواج ولي عهد بريطانيا بعد قصة حب تجاوزت الثلاثين عاما، البعض قال انتصر الحب، والبعض أبدى اعجابه بهذا الحب الذي صمد كل هذه السنوات والبعض انشغل في تحليل هذه العلاقة، وما الذي وجده تشارلز في كاميلا ولم يجده في غيرها، حتى ان بعض النفسانيين فسروا هذا الحب بسبب وجود شبه كبير بين كاميلا، وبين أول حب في حياة تشارلز، وهو حبه لمربيته والتي تظهر الصور أن هناك شبها بينها وبين كاميلا فعلا، لكن الحب في النهاية دائما علاقة كيميائية بالدرجة الأولى ولا يخضع للحسابات المنطقية، وكعادتها في التغريد خارج السرب ورؤية كل شيء من زاوية جديدة تفاجئك، كتبت غادة السمان في مجلة الحوادث مقالا بعنوان: «وأخيرا قرر تشارلز التخلص من كاميلا»، معتبرة أن الزواج هو نهاية الحب، وستنتهي مرحلة الغزل وتبدأ مرحلة التثاؤب..

من منا لا يتذكر زواجه السابق من ديانا في أوائل الثمانينات، وذلك العرس الأسطوري من (الليدي داي)، كما كانت تسمى وقتها؟ من منا لا يتذكر تلك الصحف والكتب والمجلات والقمصان والأكواب التي طبعت عليها صور العروسين؟ من منا لا يتذكر انشغال الاعلام بكل قبعة وحذاء وقرط ترتديه ديانا؟ فما الذي يجعل زواجه الثاني يمر بهذا الفتور؟

في رأيي إنها «الكاريزما»، وسيقول البعض أن الجمهور تعاطف مع ديانا لأن زوجها خانها مع كاميلا، وكانت كاميلا دائما هناك لتعكير حياتها الزوجية، كما وصفت ذلك ديانا في عبارتها الشهيرة: «لقد كنا ثلاثة في هذا الزواج، فكان هناك شيء من الازدحام!».. لكن الجمهور بالمقابل يتجاهل ـ عمدا ـ أن ديانا بدورها ردت له الصاع صاعين وخانته واعترفت بذلك على الملأ، ومع ذلك غفر لها ولم يغفر لتشارلز!

عندما خان بيل كلنتون زوجته هيلاري، وتناقلت الصحف تلك الخيانة بكل تفاصيلها لم يعاقب الجمهور كلنتون، كما عاقب تشارلز ولم يتعاطف الجمهور مع هيلاري، كما تعاطف مع ديانا رغم الموقف الذي أبدته هيلاري من تسامح ووقوف الى جانب زوجها ودعم له في مرحلة الانتخابات، لكن الموقف اختلف لسبب بسيط وهو: أن السيد كلنتون اكثر جاذبية من زوجته! لذلك استطاع أن يفلت من العقاب.

وها نحن اليوم نجد الجمهور نفسه والذي لا يستطيع أن يتخلص من رواسب قصة سندريللا الجميلة المظلومة، يستقبل بفتور تتويج قصة حب طويلة لولي عهد شهير من محبوبته، كان يمكن أن يتغير الحكم عليها لو تغيرت بعض شروطها.

فلو كان تشارلز اكثر جاذبية قليلا، ولو كانت كاميلا أكثر جاذبية قليلا، وكانت ديانا أبشع قليلا .. لكانت لدينا اليوم قصة أخرى، ولكنا ربما اليوم نحتفل معا بزواج القرن.

* كاتبة سعودية