لماذا.. صفحات سياسية متخصصة

TT

تميز الأسبوع المنصرم بالهدوء، ففي الشأن العراقي استمر تشكيل الحكومة العراقية يراوح في مكانه طيلة الأسبوع وانتهى الأمر بموافقة البرلمان العراقي على إعطاء الثقة لحكومة الجعفري يوم أمس.

وفي الشأن اللبناني كان انسحاب الجيش السوري حدثاً كبيراً من الناحية السياسية ولكنه ليس حدثاً صحافياً أو إعلامياً باعتبار أنه انسحاب مبرمج ومعروف. ولم تضف زيارة الرئيس الروسي بوتين للمنطقة جديداً، صحيح أنه أول رئيس لروسيا يزور إسرائيل، وأنه اقترح مؤتمراً دولياً في موسكو للسلام، ولكن الرفض الإسرائيلي الأميركي لفكرة الرئيس بوتين بعد ساعات من إعلانها يجعلها ميتة.

الخبران الرئيسيان للأسبوع المنصرم هما زيارة الأمير عبد الله بن عبد العزيز للولايات المتحدة الأميركية، وقد انفردت «الشرق الأوسط» بالتغطية المتميزة ، وخاصة بما تسرب عن اللقاءات مع الرئيس بوش من أحاديث ، وقد كان عنوان 26/4 لافتاً «قمة عودة الدفء بين واشنطن والرياض»، ثم عنوان 27/4 «بوش قال للأمير عبد الله: غير صحيح أن موقفي مؤيد لإسرائيل وضد الدول العربية»، وعنوان 27/4 حول الحل العادل للقضية الفلسطينية، والمهم أن تغطية الزيارة لم تكن عبر وكالات الأنباء فقط بل عبر مراسلين على رأسهم رئيس تحرير «الشرق الأوسط».

أما الخبر الرئيسي الثاني فكان التغييرات التي أجراها محمود عباس على أجهزة الأمن الفلسطينية ، وهو حدث كبير كان يفترض أن يأخذ اهتماما أكبر من الصحيفة.

توزيع الصفحات خلال الأسبوع الماضي إلى عناوين أحداث فلسطينية، الوضع اللبناني، أحداث العراق، خليجيات، إرهاب، يحتاج إلى كثير من الحذر، فليس بالضرورة أن توضع صفحة أو أكثر لبلد عربي إذا لم تكن هناك أحداث تستحق ذلك. لنأخذ صفحة أحداث فلسطينية كدليل. ففي عدد الجمعة 22/4 اضطر المحرر لتغطية مواضيع الصفحة بنشر صورة مبالغ في حجمها لمحمد دحلان مع ضابط إسرائيلي. الأحد 24/4 صفحة نصفها إعلان ونصفها الآخر صورة كبيرة لجندي إسرائيلي، وفي الاثنين 25/4 صورة كبيرة لقائد الشرطة الفلسطيني الجديد يصافح القائد القديم، وفي الثلاثاء 26/4 صفحتان نصفهما إعلان. أما الأربعاء 27/4 فقد نشر في الصفحة خبر عن لقاء بوتين وحسني مبارك لا علاقة له بفلسطين.

نعتقد أن توزيع الصفحات على أربع قضايا أو عواصم عربية سيضعف تغطية بقية الموضوعات ويضعف الصفحات المتخصصة وخاصة عندما لا تكون هناك أحداث تذكر.

نعود للصفحة الأخيرة التي كان المراقب الصحافي قد وصفها بأنها مغتربة، وتبدو وكأنها تصدر في باريس أو روما. فقد شهد الأسبوع المنصرم اعترافا من هذه الصفحة بأن العالم العربي يستحق أن يتواجد في واحدة من أهم صفحات الجريدة. فقد نشر محرر الصفحة صورة مطربة عربية، وخبر قتل في صعيد مصر (23/4)، ونشر صورة لمطربة عربية أخرى في 24/4، وخبرا عن مخرج سينمائي كويتي (25/4) وخبرا عن لوحة أثرية مصرية (26/4)، وكل ما نتمناه أن تكون هذه بداية لتغطية أحداث طريفة وصورة جميلة في العواصم العربية.

ما زال المراقب الصحافي يعتقد أن الصور المنشورة في بريد القراء بلا لون ولا طعم ولا رائحة، وقد تحدثنا عن هذا الموضوع أكثر من مرة، وكل ما نتمناه مراجعة أعداد «الشرق الأوسط» للأسابيع القليلة المقبلة للتأكد من أن هذه الصورة يجب أن ترحل أو تستبدل بشيء له قيمة صحافية أو فنية.