مسامير شبعا اللبنانية

TT

أكبر مسؤول دولي وهو كوفي عنان يقول ان مزارع شبعا سورية، وهناك من يقول انها لبنانية ولا احد يريد ان يقول الحقيقة بأن مزارع شبعا اليوم اسرائيلية وتحت الاحتلال، وان المطلوب هو تحريرها من المحتل!!

لو قلنا ان مزارع شبعا لبنانية لكان هذا تبريرا لاستمرار سلاح المقاومة، ولو قلنا انها سورية فلا مجال للحديث عن سلاح لبناني لتحرير مزارع شبعا.

لماذا تترك هذه المسألة عائمة، هل هي الاعتبارات السياسية لكل الاطراف، ولماذا لا يتم حسم المالك الحقيقي لهذه المزارع. والامر يتطلب اتفاقا سوريا ـ لبنانيا على تحديد نهائي لحدود البلدين وايداع هذه الوثائق في الامم المتحدة حتى لا يستمر مجلس الامن بالاجتهاد حول ملكية شبعا، ولكن هل يقدم البلدان على تحديد الحدود الدولية بينهما، وهل ما زالت هناك حساسيات حول هذا الموضوع.

خريطة لبنان الحالية لا علاقة لها بمشروع استعماري كما يدعي البعض ولا علاقة لها باتفاقية سايكس بيكو فلقد حددت على يد نابليون الثالث، عام 1860 ولم تجر عليها تعديلات وتم التعامل معها كحقيقة لمئات السنين.

هل نحن متأكدون لو اعلنت اسرائيل انسحابها من مزارع شبعا انها ستعود للبنان. وهل لو أقدمت اسرائيل على الانسحاب من تلك المنطقة من جانب واحد، كما فعلت في جنوب لبنان تحت ضغط المقاومة، فان ورقة السلاح اللبناني المقاوم ستسقط ولن يكون لها أي مبرر. هل هذا يعني ان هناك من يتمنى ألا تنسحب اسرائيل من شبعا!

مزارع شبعا صغيرة ولكن مشكلتها كبيرة، وربما معقدة، وأعقد ما فيها ان كثيرين يبطنون ما لا يعلنون، ويقولون في العلن كلاما يقولون عكسه في السر. ومزارع شبعا هي سلاح في يد الجميع وضد الجميع. وهي مثال صغير للتعقيدات السياسية والجغرافية للشرق الأوسط، ولا حل لهذه المشكلة الا بطاولة مفاوضات لبنانية ـ سورية يتم فيها تحديد الحدود الدولية بين البلدين وإرسالها الى كوفي عنان الذي لا نلومه على إضاعة عنوان مزارع شبعا!