مطار.. ثان

TT

15 طائرة جديدة وقعت السعودية على شرائها في صفقة مع البرازيل. وهذه الطائرات تقع ضمن خطة التشغيل التجاري للخطوط العربية السعودية بحيث تكون الطائرات ذات مواصفات معينة تقنن التوفير وتحد من الهدر. وبالتالي تكون مدعاة للاستخدام المثالي. وهذا التفكير التجاري الواقعي والعملي الجديد هو طبعا تطور في ثقافة الخطوط السعودية والتي بدأت تعد العدة لمرحلة الخصخصة التي ستأتي ومرحلة منح الرخص لشركات طيران منافسة. ومرحلة «السماء المفتوحة» التي تمنح شركات الطيران غير الوطنية فرصا تنافسية أفضل. الحديث عن الطيران السعودي لا بد أن يصل لوضع المطارات المحلية وحالها اليوم، ومنها مطار الملك عبد العزيز بجدة، وكذلك الوضع بالنسبة لمطار الملك فهد بالدمام، الذي عانى بسبب موقعه البعيد، والذي ليس من المتوقع أن يتمكن من تحقيق نسب تشغيلية عالية وبشكل تجاري. وأخيرا وليس آخرا، يأتي ذكر مطار الملك خالد بالرياض والذي ايضا لا يعمل بكامل طاقته الاستيعابية وبات بحاجة لتطوير وتحديث.

ولكن مدينة الرياض مع توسعها العمراني الهائل، والذي بات يصنف بحسب رأي غير موثق بأنها ثاني أكبر مدينة تمددا بعد مدينة لوس أنجليس الأميركية، باتت بحاجة لمطار ثان تجاري قريب من وسط المدينة ويكون مخصصاً للرحلات الداخلية تحديدا.

وفكرة المدن ذات المطارين ليست غريبة، فمدينة لندن بها ثلاثة مطارات على الاقل، ولباريس اثنان، ونيويورك اثنان، ولكل من ميلانو وروما وكوالالمبور ولوس أنجليس وهيوستن ودالاس وغيرها من المدن أكثر من مطار. المطار القديم بمدينة الرياض موقعه جيد ومناسب (أو من الممكن بطبيعة الحال استحداث موقع آخر قريب يؤدي نفس الغرض) على أن يكون موصولا بشبكة «المترو» المزمع اقامته قريبا.

الرياض التي تألقت تخطيطا وتنفيذا عبر السنوات الاخيرة بامتياز، تبدو بحاجة ماسة لتطوير أداء مطارها وإدخال روح التنافس فيه عن طريق مطار خاص جديد للغرض المحلي فقط.

ثقافة المطارات بالسعودية بحاجة لإعادة ترتيب أوراقها بحيث تراعى في تصاميمها وأهدافها الاغراض الخدمية والربحية والاقتصادية بدقة بدلا من مساحات رخامية هائلة بتكلفة كبرى ولكن من دون مردود مفيد على أن يكون «تشغيل» مرافق المطار مراعيا فيه ذات الأمر الخدمي للراكب والمردود الاقتصادي، وإلا كيف يمكن تفسير أن أسعار «السوق الحرة» بالمطارات السعودية تصل الى 30% أغلى من السوق العادية، علما بأنها ليست سوقا «حرة» بالمعنى التقليدي، ولكنها مظهر آخر من مظاهر الانطباع السيئ الذي يخرج به المستخدم لخدمة المطار.

المطارات ليست فقط مرافق ولكنها واجهة حضارية تعكس حالة بلاد. ومطاراتنا اليوم لا تسر!

[email protected]