حديث الإفطار

TT

في الصباح التالي حضرت الحفل الذي اقامه الاعلامي التلفزيوني جون مك لاخلن، مع الصديق عودة ابوردين. ومك لاخلن رغم سبعة وسبعين خريفا الا انه يتميز بحيوية يعكسها على برنامجه الذي يعد واحدا من اشهر البرامج الاخبارية واطولها نجاحا، 26 عاما. حفله جاء بعد حفل الرئيس الاميركي للصحافيين في الليلة السابقة. اما الصديق عودة فهو نفسه قصة تستحق أن تروى، فهو الوحيد، من أصل عربي، الذي اعلم انه منخرط في دوائر متشابكة من سياسية واعلامية ومالية وقانونية في الادوار العليا في الولايات المتحدة، فعلاقاته وطيدة ومحل تقدير الجميع على ضفتي السياسة، مع اختلافه في اللون السياسي مع بعضهم، بمن فيهم رالف نادر الذي طلب من عودة اسم والده لانه كان من زوار الحي القديم.

وسبق لعودة ان نبهني الى كتاب من تأليف ونستون تشرشل، رئيس وزراء بريطانيا، وظل كتاب تشرشل منسيا في زحمة الحديث عن تاريخ العراق قبيل الغزو، الا ان عودة نفض عنه الغبار وكتب عنه مقالا مقاربا ومقارنا بين رؤية تشرشل المحبطة، ورغبة جورج بوش المتحمسة للغزو، كما اهداه الى البيت الأبيض. في الكتاب كشف تشرشل عن خيبة كبيرة من فشل الحملة البريطانية في بلاد ما بين الرافدين، وعبر عن غيظه مما اسماه بالبركان الناكر للجميل، على اعتبار ان التاج البريطاني هو الذي «اخترع» العراق الحديث كما نراه اليوم، من دولة تملك مقومات اساسية بشمال كردي غني بالثروات، مع وسط عربي متطور سياسيا.

حدث ذلك في اجتماع 1921 الذي رأسه وزير الخارجية وقتها تشرشل، وحضره اركان من قادة الامبراطورية وشارك فيه تي اي لورنس، الذي نسميه لورنس العرب.

بعيدا عن تاريخ حملة تشرشل وغزو بوش، كان حفل الصباح مكتظا ببقايا سهرة الليلة التي سبقته، الليلة السنوية التي يحييها البيت الأبيض للصحافيين، ويتقدمها الرئيس الاميركي شخصيا، وهي أمسيأةنة اعتاد الوسط الاعلامي على ان يلقي فيها الطرفان كلمات ساخرة، ولأن بوش يتهم بانه ليس صاحب نكتة، فقد ترك لزوجته لورا القيام بالمهمة، وهي الأخرى عرفت كربة بيت تقليدية محافظة بسيطة المظهر، قيل انها من الاسباب التي اجتذبت الناخبين، ومنحت بوش ولاية أخرى بعكس زوجة منافسه جون كيري، المليونيرة وصاحبة الافكار المشاكسة.

ومعظم الحديث، بطبيعة الحال، مع من التقيتهم، كان حول العراق والارهاب وفلسطين، وحول الأخيرة لم تكن التوقعات متفائلة، فاحدهم قال ان شارون لا يريد سلاما وسيجد الاعذار الكافية لتعطيل العمل، واحد الناشرين قال لي: اعتقد ان ابومازن مثل الراحل عرفات في النتيجة.. لماذا؟ رد، ان ابومازن قائد ضعيف الشخصية، وسط عدد كبير من القادة الذين لن يطيعونه ولن يقدر عليهم، وبالتالي سينتهي مثل نهاية عرفات.

[email protected]