رسالة الى بارزاني وطالباني.. وأخرى الى الجعفري

TT

ـ 1 ـ

الرسالة الاولى ليست مني. فهي ملغومة بأشدّ المواد فتكا بالارواح واكثرها سفكا للدماء... رسالة ارهابية من الزرقاوي وسيّده بن لادن، ومن ايتام صدام صنّاع «مأثرة» حلبجة والانفال ومقابر الجنوب الجماعية.

انها رسالة لا تنطوي على أي خطأ، لا في العنوان ولا في التاريخ ولا في اسماء المرسلين او المرسل اليهم.. مبعوثة اليكما مباشرة.. باسميكما الصريحين: بارزاني وطالباني.. على عنوان عاصمة اقليمكما: هاولير او اربيل كما تعرفونها ونعرفها... وبالتوقيت المناسب تماما، فها انتما تعودان الى خلافكما الذي لم تملاه وصراعكما الذي لا تتعبان فيه، وها هم اعداء الاكراد، بل اعداء العراقيين بأجمعهم، في عيد من جديد.. يحتفلون، بطريقتهم الخاصة، بآخر صرعة لخلافكما واحدث نوبة لصراعكما، فيرسلون اليكما والى شعبكما «هدية» قاتلة ليس لديهم غيرها.

تفجير مركز المتطوعين الى الشرطة رسالة اليكما صاخبة ومدوية، لكي تدركا ان لا وقت ضائعا لدى شعبكما تلعبان به، فالمباراة الحامية الدائرة مع اعداء شعبكما والشعب العراقي ستنتهي في الوقت المحدد، وشجاركما الجديد يرجح كفتهم ويمنحهم افضلية الفوز بالهدف الذهبي.

بصراحة ووضوح.. وبكلام مباشر ولهجة آمرة نقول لكما ان الصراع بينكما غير مسموح به، وان العبث بالوقت غير متاح لكما، ليس فقط من شعبكما الكردي، بل منا نحن بقية الشركاء في هذا الوطن، العرب والتركمان والكلدان والآشوريين والارمن.

الا تريان إلام يريد الظلاميون ان يأخذونا؟ وفي أي سعير للتخلف يسعون الى القائنا؟

كفّا رجاء عن هذا اللهو المزعج، فأنتما املنا الاخير وسندنا الوحيد في ان نلم شتاتنا، ونلملم شظايانا، قبل ان يخطف قراصنة القرون السحيقة سفينة العراق ويبحروا بها في الجحيم اعماق الجحيم.

ـ 2 ـ

اما هذه الرسالة فمني اليك ايها السيد ابراهيم الجعفري، الملا غير المعمم.. هل يضيرك هذا التعبير؟.. انت تبدو لي هكذا، وقد لا اقدره فيك، لكنني احترمه اشد الاحترام، فهو اختيارك النابع من عقيدة لا حقّ لي او لغيري الانتقاص منها.

انت الآن ليس مجرد زعيم «حزب الدعوة الاسلامية» الشيعي، ولا مجرد قطب من اقطاب «الائتلاف العراقي الموحد» الشيعي.. انت الآن رئيس اول حكومة عراقية منتخبة انتخابا حرا. ولا اظن ان احدا يحسدك على ما انت فيه، فمسؤوليتك جسيمة وحملك ثقيل، اتمنى صادقا ان تنهض بهما وتؤدي الامانة الى اهلها خلال الاشهر القليلة، لكن الطويلة للغاية، المقررة لحكمك.

انت الآن، سيدي، رئيس حكومة للعرب السنة كما للعرب الشيعة.. للاكراد والتركمان والكلدان والآشوريين والارمن كما للعرب.. للمسيحيين والصابئة والازيدية كما المسلمين.. لليساريين كما للمحافظين.. للعلمانيين كما للمتدينين.. لليبراليين والديمقراطيين والشيوعيين والقوميين (من كل قوميات العراق) كما للاسلاميين، فهؤلاء جميعا هم الشعب العراقي، لا احد منهم افضل من احد الا بالعمل لصالح الوطن والشعب، وليس لصالح الطائفة او القومية او الدين او العقيدة السياسية.

هذه الرسالة موجهة اليك مباشرة لتنبيهك، فبدايتك لم تكن موفقة في ما أرى ـ وارجو ان يكون رأيي غير صائب ـ في كلمتك الى الامة يوم اداء اليمين الدستورية خصصت بتحيتك ابرز شهداء حركتك الاسلامية، الشيعة بالذات، الذين سميتهم واحدا واحدا،، فيما مررت على الآخرين مر الشهاب، فلم يستحق أي واحد منهم ان يذكره لسانك بالاسم. شهداء حركتك على العين والرأس، ولهم منا كل التقدير والتبجيل. لكن ثمة غيرهم من شهداء الحركة الوطنية العراقية، من مختلف القوميات والاديان والمذاهب والعقائد السياسية، ممن ترتفع قاماتهم الى مستوى قامات شهداء حركتك الاسلامية.

سنعتبرها هفوة وخطأ غير مقصود من انسان، والانسان خطّاء بطبعه وطبيعته. والواجب ان ننبهك حتى لا يتكرر الخطأ في هذا المجال وفي غيره، فأخطاء رئيس حكومة العراق سيتحمل عواقبها ليس فقط ابناء طائفته ودينه وقوميته وحزبه السياسي، وانما العراقيون بأجمعهم. وهذا ما حصل في الماضي القريب والبعيد.

[email protected]