لغة جديدة

TT

في القاموس الثقافي والفكري للدول تظهر جمل وعبارات أقل ما يطلق عنها أنها مختلفة، وفي الكثير من الأوقات ممكن أن يطلق عليها مسمى «محورية».

والآراء اللافتة الجديدة في مواضيع العنف والعمليات الانتحارية التي تتم في الاراضي السعودية أو في الاراضي العراقية، تأتي من السعودية وعلمائها. فالتصاريح التي صدرت من قبل الشيخ عبد المحسن العبيكان المستشار بوزارة العدل ومن قبل الشيخ صالح اللحيدان رئيس مجلس القضاء الأعلى ينددان فيهما بالعمليات الانتحارية والعسكرية التي تتم في السعودية والعراق تحت مسمى الجهاد ساندين رأيهما هذا بجهد بحثي واضح تضمن الآيات والأحاديث المؤيدة لذلك.

وهذه الآراء تأتي كإضاءة وسط آراء ظلامية أخرى، وهي أيضا آراء تسبح ضد التيار الخاص بفوضى الفتاوى وسوقها والتي تسعى لتلبية رغبات الجماهير بتقديم الآراء والفتاوى التي سيقبل عليها السوق والجمهور.

والتحدي الآن كيف ستترجم هذه العبارات والاراء المهمة لشريحة أكبر من طلبة العلم والائمة والعلماء والمعلمين والقضاة وغيرهم من شرائح المجتمع السعودي.

اذا كان الحلال بين والحرام بين فأيضا التطرف بين والتسامح بين، ومعرفة الفروقات بينهما وتفكيك رموز الشفرات المؤثرة في منهجية التطرف وقطع الامداد الفكري والبحثي وبطبيعة الحال المالي هي شبيه بعلاج الاورام السرطانية الخبيثة وقطع الاوكسجين وتدفق الدماء اليها لمنع انتشارها وتوسعها.

واللغة الجديدة مرشحة أن تبرز في أكثر من مجال سعودي، فهناك لغة جديدة مطلوبة على الصعيد الديني وأيضا على الصعيد الاقتصادي لإبراز الدور المطلوب للقطاع الخاص الذي تدعمه ارضية قضائية فاعلة وتشريعات اقتصادية ميسرة ولغة جديدة اجتماعية تضم كافة أبناء وبنات الوطن على أرض متساوية في فرص التعليم والعمل والتطور.

اللغة الجديدة بالرغم من كونها كلمات وجملا ومفردات وشعارات، إلا أنها حقيقة تعني رسم ملامح على طريق يعبد من جديد لأجل أهداف جليلة ومهمة الغرض منها تهيئة المناخ الصحي لمستقبل واعد لأجيال مقبلة. وهذه لغة ترجمتها الحقيقية لا يمكن أن تكون إلا خيرا مطلقا، وهذا يبدأ من جمل وكلمات تثير جدلا في أول الأمر ولكنها خير كبير في آخره.

[email protected]