أبشروا.. بيان دعم لفلسطين

TT

مشهد المؤتمر العربي ـ اللاتيني يمثل نموذجا للعقلية العربية التي تفضل الكلام على العمل، والبيانات الانشائية على الارقام والحقائق.

كتلتان بشريتان كبيرتان في العالم العربي واميركا الجنوبية اجتمعتا، وبدلا من الحديث في المصالح المشتركة وزيادة فرص الاستثمار، وتنمية التجارة، تحول المؤتمر الى سوق عكاظ للمزايدات السياسية والبيانات الحماسية.

زاد الامر سوءاً ما فعله الرئيس الفنزويلي شافيز الذي زايد على العرب في القضية الفلسطينية، وزاد عليهم في دعم ما يسميه المقاومة العراقية، فوجد من بعض العرب آذاناً صاغية وعقولا تحن الى الشعارات والمزايدات، فكان الحديث عن حق الشعوب في المقاومة اكثر وضوحا وصراحة ونقاشا من حق الشعوب في الحصول على الخبز والدواء والاستقرار.

شافيز، او الذي يطلق عليه «صدام اميركا اللاتينية» لا ينطلق من فراغ في حديثه عن حق الشعوب، وخاصة الشعب العراقي في مقاومة الاحتلال، فالرجل تربطه علاقة «خاصة» بصدام حسين لم يخفها يوما، وهناك عوامل مشتركة شخصية بين الرجلين، فكلاهما قاد انقلابات عسكرية، وكلاهما حليف استراتيجي اقتصادي لواشنطن وعدو لها في الخطب والبيانات، فالعراق وفنزويلا دولتان منتجتان للنفط، واغلبية نفط العراق الثوري ايام صدام، ونفط فنزويلا الثورية يذهب الى الولايات المتحدة، ونسبة ما يبيعه البلدان من النفط لاميركا اكثر من نسبة نفط السعودية او الكويت اللتين يفترض انهما صديقتان للولايات المتحدة.

العرب فرحون لان بيان القمة العربي ـ اللاتيني تكلم بوضوح عن القضية الفلسطينية ودعمها بلغة واضحة. وربما تعيش الذاكرة العربية في مشكلة حقيقية، فليست هناك قضية في التاريخ دعمتها المؤتمرات والتجمعات الاقليمية مثل القضية الفلسطينية، بل ان الامم المتحدة اعلنت ان الصهيونية حركة عنصرية، ولكن ماذا فعلت اطنان البيانات الداعمة لفلسطين منذ الستينات، وهل يمكن ان يتغير الداخل العربي والفلسطيني عبر عمليات دعم الخارج، وخاصة عندما يكون هذا الدعم كلاما ينتج كلاما؟ لقد التقت ارادتان عاشقتان للكلام فكان بيانا ختاميا تاريخيا سيضاف الى آلاف بيانات الدعم التاريخية.