الخبر القادم من الكويت

TT

وها هي دولة الكويت تنضم أخيرا لعالم التعامل السوي مع المرأة ويصوت مجلس الأمة فيها بالغالبية لصالح منحها كافة الحقوق السياسية وذلك بالموافقة على مشاركتها في التصويت والترشيح في الانتخابات المحلية هناك، علما بأن الدستور يكفل لها ذلك الحق، ولكن المرأة ارغمت على الانتظار أربعين سنة منذ اعلان الدستور حتى تمنح هذا الحق عمليا بعد سنوات من المعاناة نتاج رفض وتعصب اجتماعي وقراءة خاطئة وضيقة لسماحة الدين ووسطيته. والقرار الصادر من البرلمان الكويتي جاء بعد دفع وتوصية من الحكومة الكويتية التي توجت اعلان النتيجة بالاعلان عن توزير امرأة قريبا.

والآن ها هو العالم العربي والاسلامي كله يشهد مشاركة كاملة للمرأة في كافة شؤون المجتمع من سياسية واقتصادية وتعليم وعمل وغير ذلك. العالم الإسلامي كله من بنغلاديش ومالي إلى إيران وتركيا ومرورا بالبحرين ومصر والسودان بل حتى افغانستان نفسها، التي كانت مضرب مثل للجهل والتخلف، جميعهم تمسكوا بالوسطية الحقة والنظرة السوية لأدوار الرجال والنساء في مجتمعاتهم وأقدموا على استخدام الانظمة والقوانين التي تضمن مشاركة فعالة وبناءة لتطوير الدول والشعوب بشكل حقيقي وواضح.

ألم يحن الوقت لتنقية بعض الأفكار «المسمومة» من كتبنا وأطروحاتنا وازالة الآراء التي فيها تحقير وتنفير للمرأة؟

الكويت تغلبت على احدى العلامات السيئة لديها والمتمثلة في التمييز ضد المرأة وهي جولة أولى عندهم! اذ لا يزال يبقى لديهم جولات أخرى من معارك التمييز ضد الهويات ولكن هكذا تبنى المجتمعات السوية جولة وراء جولة. وكل الأمل أن يكون الخبر القادم من الكويت هذا فيه من العبرة والاستفادة حتى لا نبقى نردد شعارات لا يسمع صداها سوانا.

[email protected]