الشعراء في اخوانياتهم

TT

افتقد أحد اخواني من الشعراء في لندن الزاوية التي اعتدت فيها تقديم نماذج ظريفة من الشعر الاخواني. سألني ما الذي حملني على الابتعاد منها؟ وكان صاحبي خبيثا في نقده وتساؤله. قال أتركتها لأنها زاوية رجالية لا مكان للحسان والغواني فيها؟ حلفت له يمينا بأن الغانيات كن من اول الغاويات بالاخوانيات. ما كان الامر كذلك، ولكن اخوانيات الشعراء اختفت على ما يظهر باختفاء غازي القصيبي من لندن. كان الشاعر الدبلوماسي المعلم ورجل الدولة قطبا دوارا للكثير من الفعاليات واللقاءات والمماحكات الشعرية الاخوانية. لم اتمالك غير ان اشعر بوحشة حدتني الى مراجعة ذكريات العصر الذهبي لاخوانيات «الشرق الأوسط».

المثل عندنا يقول عندما يفلس اليهودي يفتح دفاتره القديمة. وهو ما فعلت وكان ان فاجأتني من دفاتر وقصاصات تلك الايام قصيدة بعث بها اليَّ الشاعر كاظم محمد الطباطبائي رحمه الله من غربته البعيدة في اركنسو بالولايات المتحدة، يخاطب فيها الدكتور القصيبي متلاعبا لعبا ظريفا باسمه فيقول:

لا النثر لا شعري ولا ارجازي

تحصي فضائل شعركم يا «غازي».

اني قرأتك في جرائد جمة

ورأيت فيك حلاوة «التلفاز».

من سكر القصب اصطفيت قصيبه

فحلوت في التفضيل والايجاز.

وحلوت في عيني وثغري والنهى

وحليت اوسمة من الالماز.

ان كان سكرك المفضل معجزا

فالفضل في قصب وفي اعجاز.

في الشاي انت حلاوة ولأنت

نعناع له في نكهة وطراز.

والبن انت ومن فناجين الهوى

رشفتك قهوتها على اعزاز.

تشفي بسكرك المذوب سكراً

اين ابن سينا منك اين الرازي؟.

شعر لديك من الكواعب شعرها

ومن الحرير قصائد الفزاز.

انت الفضاء وكل اجواز الفضا

شعر لديك، فاعطني اجوازي.

اللغز في شعر لديك فصاحة

فانثر عليَّ قريحة الالغاز.

انت الذي تغزو القلوب محبة

فلرب غزو راق فيه الغازي.

شتان ما بين «ابن صبحة» في الورى

«صدامها» وابن النجيبة غازي.