من الذي لا يحب فاطمة؟!

TT

لا احببت ولا كرهت واحدة اسمها: فاطمة. وليست من اقاربي. ولكن اخترت هذا الاسم كثيرا.. فلي رواية مشهورة اسمها «عريس فاطمة» وهي محاولة ان اجد لفاطمة عريسا فلم اجد.. وقد رويت حكايتها هنا اخيرا..

وكتبت مسلسلا اسمه: من الذي لا يحب فاطمة؟ وكتب بعض النقاد المنافقين: انا لا احب فاطمة.. من المؤكد انني لا احبها!

فاطمة هذه فتاة نمساوية اسلمت.. وعندنا في مصر قضية: بعض الفتيات يتحولن إلى الاسلام، نحن نقول باختيارهن والمتشككون يقولون بالضغط عليهن! وليست هذه قضيتي ولا قضية فاطمة في هذا المسلسل، والمسلسل قضية حقيقية، وفقد قابلت شابا مصريا في مطار فيينا ووجدته مرتبكا فسألته فأجاب انه جاء يبحث عن عمل.. وهو لا يعرف اللغة الألمانية ولا يعرف أحدا من المصريين وهو خريج كلية الحقوق ـ أي ان مهنته لا تساوي شيئا في هذه البلاد.. وادهشني ذلك.. وعرضت ان اقدمه لبعض المصريين الذين اعرفهم يبيعون الصحف في شوارع وميادين وتحت الارض في محطات المترو.. وكان لقاء حميما.

ومضت سنوات فرحت اسأل عنه. وكانت قصة هذا المسلسل، فهو قد بدأ يتعلم اللغة الألمانية وعرف فتاة، واخفى عنها انه متزوج في مصر. وكانت قصة حب. وطبيعي جدا ان يحصل على الجنسية النمساوية وان ينظر إلى فتاة أخرى.. والباقي ككل قصص الحب والغرام بين الشبان في مصر أو في النمسا..

وفجأة ذهبت كاتبة مبتدئة إلى القضاء تقول ان هذا المسلسل مأخوذ من قصتها التي اهدتها لي. اما الذي ادعت انني اخذته منها فهو اسم فاطمة، وان فاطمة هذه كانت ألمانية أو نمساوية واسلمت.. مع ان فاطمة اسم عربي مألوف جدا وعندنا افلام تحمل هذا الاسم: فاطمة لأم كلثوم، وليلة القبض على فاطمة لفاتن حمامة، والاستاذة فاطمة، وفاطمة وماريكا وراشيل للمطرب محمد فوزي.. وعندي قصة ظهرت على الشاشة اسمها: القلب لا يمتلئ بالذهب والبطلة اسمها فاطمة.. وهيكل باشا له قصة اسمها زينب، وحسين عفيف له قصة اسمها زينات، وكلها اسماء مألوفة ومتداولة!

ولكن ظهور اسم فاطمة على عمل فني من تأليفي له دلالة عندي. فانا لم احل مشكلة فاطمة الأولى التي لم اكملها.. وجاءت فاطمة واكملت القصة بالهجوم على المؤلف وتحريض بقية الشخصيات ايضا.. وكأنني احاول ان اجد لها حلا.. ان ارضيها، ان اريحها.. ولكن من الصعب ان اوفر لها الحل.. فالكثير من المشاكل بلا حلول.. وفاطمة في القصة كأية فاطمة اخرى في الحياة مشاكلها عسيرة الحل.. او مستحيلة. والمثل يقول: فاقد الشيء لا يعطيه.. وانا فاقد الحل لكثير من مشاكلي ومشاكلنا.. ففاطمة مثلي تماما..

وانا وهي علي باب الله.. ندق الباب مرة ينفتح ومرات لا ينفتح، ونتوهم انه انفتح واننا دخلنا وجلسنا ونادينا على الحل فجاء يسعى على ساق بلا قدم ـ كما يقول الامام البوصيري في قصيدته (البردة) النبوية. هذا كل ما في الامر. ويا دار ما دخلك لا حل ولا ربط ـ وهذه حياتها وحياتنا ايضا!