أزمة .. أم حكي دواوين؟

TT

ثارت في الكويت الأسبوع الماضي ضجة صحفية حول تصريحات للسفير الأمريكي في الكويت ريتشارد لوبارون، كان السفير قد ألقى محاضرة عامة في كلية تابعة لوزارة الدفاع الكويتية، وحملت المحاضرة تحذيرات من البرنامج النووي الإيراني، وهواجس من نوايا إيران وسياساتها.

التصريح تصدى له تصريح لرئيس مجلس الأمة الكويتي السيد جاسم الخرافي، الذي اعتبر تصريحات السفير الأمريكي تدخلا في الشؤون الداخلية الكويتية، وعبر عن أسفه لاستضافة وزارة الدفاع للسفير الأمريكي، على عكس ذلك عبر رئيس لجنة الشؤون الخارجية النائب محمد الصقر عن حرية الرأي في الكويت ولو أتت من السفير الأمريكي، منوها في الوقت نفسه إلى ازدواج المعايير الأمريكية فيما يتعلق بصمتها تجاه الأسلحة النووية الإسرائيلية. وبقي الموقف الرسمي الكويتي صامتا، إلى أن جاء تصريح هادئ لوزير الخارجية الكويتي الهادئ ـ الشيخ الدكتور محمد الصباح، الذي عبر «بحرفنة» متوازنة عن حرية السفير في التصريح، وعن توازن السياسة الخارجية الكويتية في الخلاف الإيراني ـ الأمريكي.

تصريحات السفير الأمريكي تزامنت مع زيارة حميد آصفي ـ الناطق باسم الخارجية الإيرانية إلى الكويت، والتي رافقتها حملة علاقات عامة إيرانية ناجحة للدبلوماسية الإيرانية، فرأى بعض المراقبين أن التصريح الأمريكي يعد هجوما مضادا للدبلوماسية الإيرانية.

بعد يوم من تصريح الخرافي زار الكويت الدكتور حسن روحاني أمين سر المجلس الأعلى للأمن القومي الايراني، وصرح بأن تصريحات السفير الأمريكي مغرضة، ففسر المراقبون تصريح الخرافي على أنه لتهدئة الغضب الإيراني على تصريحات السفير الأمريكي.

وراحت التكهنات الدواوينية في الكويت تحاول شرح أبعاد هذه التصريحات والتصريحات المضادة، فمن قائل ان الأزمة الأمريكية ـ الإيرانية مفتعلة، وان هناك حوارا مستمرا يجري بين إيران وأمريكا وراء الكواليس، بعيدا عن التصريحات التي تحاول التمويه على هذا الحوار المستمر بين الطرفين، وبان الكويت ليست بساحة الحوار بينهما ولكنها ساحة التمويه.

وراح آخرون يعزون «الأزمة» إلى محاولة الطرفين تحويل الكويت إلى ساحة للصراع بينهما، وهي مسألة ستكون الكويت الخاسر الأكبر منها لو صحت، إلى قائل ان الكويتيين ينشدون من خلال هذه الأزمة الضغط على إيران لإنهاء ترسيم الحدود البحرية بينهما، وجاءت بعض الأقاويل لتشرح أن إيران هي التي تسوف في مسألة الحدود البحرية، ضغطا منها على الكويت لتسهل طريق الحوار بينها وبين واشنطن.

في ظل الحريات التي تتمتع بها الكويت، كتب الكتاب، وتحدث المراقبون، وثرثرت الدواوين على أزمة، رأى البعض أنها مفتعلة، ورأى فريق آخر أنها حقيقية، بينما يرى فريق ثالث أنه ليس في الأمر أزمة ولا يحزنون: إنما حكي دواوين.. لا أكثر ولا أقل..!