الحرب عبر وسائل الإعلام

TT

لا أفهم لماذا تتحاور دولتان عربيتان جارتان عبر التصعيد الإعلامي بدلا من الحوار الدبلوماسي؟

تصريحات الرئيس الجزائري بوتفليقة حول الصحراء، ثم إلغاء زيارة السيد أويحيى رئيس الحكومة الجزائرية للمغرب، لا تخدم أحدا من الطرفين، بل تضر بالجميع. ومخطئ من يعتقد أن العالم بلا مشاكل، ولكن مخطئ من يعتقد أن التصعيد عبر وسائل الإعلام يمكن أن يحل مشكلة.

وما هو دور بقية دول الاتحاد المغاربي، وماذا عن العمل العربي المشترك، وعن الجامعة العربية. وإلى متى تستمر هذه الصراعات بين الدول العربية.

الجزائر والمغرب خاسران سياسيا واقتصاديا، ويكفي الفرص الضائعة التي حرمت الدولتان من التبادل الاقتصادي كجارتين، ويكفي إغلاق الحدود بين البلدين لسنوات طويلة.

لن يخرج العالم العربي من حالته المستعصية، إلا إذا تعلمنا جميعا فضيلة الاختلاف، وفهمنا أن الناس تختلف ولكنها لا تقاطع بعضها بعضا ولا تغلق الحدود، ولا تعاقب مواطنيها بسبب الخلافات السياسية.

ولقد جرب العالم العربي سياسة المحاور وسياسة التكتلات المتصارعة فكانت النتائج كارثية، وتعطلت التنمية وصرفت أموال كثيرة على جيوش عربية تحارب بعضها بعضا بدلا من محاربة العدو. وتحولت الاجتماعات العربية والقمم العربية واجتماعات الجامعة العربية ووزراء الخارجية إلى حلبات لصراعات عديدة لا تنتهي، بفضل سياسة العدوان التي مارستها دول عربية ضد جيرانها، أو سياسة المحاور والتكتلات، أو عدم استيعاب حقيقة أن الخلافات بين الدول هي أمر طبيعي، ولكن الخلاف لا يعني القطيعة ولا حشد الجيوش ولا إغلاق الحدود، ولا الكراهية.

في المغرب والجزائر قيادتان تفهمان العالم وتقيمان علاقات جيدة مع المجتمع الدولي، ولا يجوز أن ننجح في تحسين علاقاتنا بالعالم الشرقي والغربي، ونفشل في إقامة علاقة تفاهم مع الجيران والأشقاء.

الحرب عبر الإعلام هو أسلوب فاشل، ولا حل إلا بالدبلوماسية الهادئة خلف الأبواب المغلقة، فلا شيء في الدنيا يستعصي على الحل، إذا صدقت النيات.