رحلة ومفاجأة!

TT

شاركت منذ فترة في رحلة إلى الولايات المتحدة الأميركية برفقة مجموعة من الكتاب والأكاديميين في مؤتمر نظمته جريدة «الشرق الأوسط» بالتعاون مع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية المعروف. ولقد كان المؤتمر فرصة لأن يكتشف السعوديون بعضهم بعضا ويتعرفوا عن كثب على الشخصيات الكامنة خلف الأسماء.

فها هو الدكتور خليل الخليل يقدم النموذج الحضاري لما يجب عليه أن يكون رجل الدين في السعودية، سماحة ظاهرة بأسلوب حضاري راق، علم عميق وإحسان ظن جميل وثقة بالنفس وأدب مع الغير، واحترام جليل لاختلاف وجهات النظر.

الدكتور عبد الله العتيبي متمرس ومتعمق في العلوم السياسية بإبهار، كم هو ممتع وهو يبحر بك في عالم السياسة الواقعي ويستشهد بأهم الأمثلة من القديم والمعاصر بأسلوب مشوق.

وهناك عبد الوهاب الفايز الذي كان «فيلسوف» الرحلة ناظرا لكل قضية تطرح بعمق ومعلقا بأسلوب أخاذ وثقل واضح، محاولا جني ثمار ما يحصد أمامه لصالح صحيفته بشكل مهني وعملي.

وهناك الأستاذة عبير مشخص التي قدمت صورة مشرقة للمرأة السعودية بنقاشها الهادئ واطلاعها الكبير، سواء أكان ذلك في كلمتها التي ألقتها في المؤتمر أم من خلال المناقشات الجانبية اللاحقة.

وهناك طبعا خالد المعينا، بدرايته المعروفة عن الشجون السعودية الأميركية، والعمل الدؤوب لكل من ياسر الغسلان وتامر العثمان اللذين كان لهما الدور الكبير في النجاح التنظيمي لهذه المناسبة. وطبعا مع عدم إغفال دور طارق الحميد رئيس تحرير «الشرق الأوسط» في «استغلال» الفرصة بالشكل الصحيح والبناء عليها لمصلحة الصحيفة والبلاد.

وهناك دور ناشر الجريدة الأمير فيصل بن سلمان صاحب الفكرة الأساسية والذي أدار المناسبة بشكل فعال ومهم أثمر في الختام نتائج جيدة من الممكن البناء عليها وتطويرها.

وتضمن المؤتمر لقاءات جانبية مع أهم مراكز صناعة القرار في العاصمة الأميركية. وقسم السعوديون أنفسهم إلى مجاميع ثنائية للقاء المراكز مقدمين العمل الجماعي بشكل جميل والتقارع بالحجة مع الآخر بشكل محترم فرض نفسه.

وكان هناك بطبيعة الحال العديد من الكتب والمنشورات والكتيبات والتقارير التي أعدتها تلك المراكز والتي كانت تقدمها لضيوفها إضافة للكم الهائل من الكتب الصادرة حديثا عن أميركا السياسية وعلاقتها بالشرق الأوسط وبالسعودية وبالاقتصاد وبالنفط، وكان لا بد من شرائها والاطلاع عليها كمبدأ تثقيفي لتمكين الفرد من تجهيز نفسه للتواصل الحواري المتوقع معهم في جولات مقبلة قياسا بحجم الدعوات الكبير الذي تلقاه أعضاء الوفد للتحاور مع السعودية مباشرة بدلا من التحاور مع خبراء عن السعودية كثير منهم لم يزر السعودية أو يلتق مع سعوديين من قبل! وهذا دليل على النهم الهائل للمعلومة المباشرة الموجود لدى الأميركيين ومدى أهمية التواصل في هذه الحالة.

وشخصيا حملت حقائبي أكثر من 88 كتابا عن المواضيع المختلفة وشحنتها للسعودية من هناك استعدادا لجولة مقبلة بالقراءة والاطلاع، ولكن بعد عودتي وصلت الحقائب وأبلغت أن الكتب تمت مصادرتها من وزارة الإعلام.. صدفة؟! لا أعتقد. من حماسي وقناعتي يبدو أنني صدقت نفسي.

[email protected]