«المتألق على الشرق» 50 قصرا ومزارع

TT

العام 1930 يحاصر ماو مدينة تشانغ شا حيث تعيش زوجته السابقة واولادهما الثلاثة، فيقرر حاكم المدينة الانتقام باعتقال الزوجة كاي هوي وابنها البكر، 8 سنوات، ويعرض على كاي هوي ان تهاجم ماو وتعلن طلاقها منه فترفض. فقامت فرقة بعرضها في الشوارع وبعدما نفذ فيها الاعدام رميا بالرصاص، وقام المنفذون برمي حذائها بعيدا لان الاسطورة تقول ان روح القتيل تضع الحذاء وتلحق بالقتلة للانتقام. وذهب المنفذون الى الثكنة لتناول الطعام فجاء من يبلغهم ان كاي هوي لا تزال حية، فعاد سبعة منهم للاجهاز عليها ووجدوها غرزت اصابعها في الارض من شدة عذابها. الزوجة الثالثة تعرضت للمشهد نفسه تماما لكنها نجت برغم الرصاص الذي اصيبت به.

لم يذهب ماو لتفقد زوجته مع انها كانت على مقربة منه. فالمسيرة هي كل شيء. وفي الطريق الى بكين سخّر مئات الألوف من العمال بالإكراه وأمر باعدام عشرات الآلاف. وكان يقول «يجب تدمير الصين بل العالم بل الكون من اجل خلقه من جديد». وفي اول اكتوبر 1949 وصل ماو الى بوابة «السلام الدائم» في بكين ليعلن «جمهورية الصين الشعبية» واكد حكمه على 550 مليون انسان. لقد اصبح الحاكم الوحيد والكاتب الوحيد ايضا والمليونير الوحيد. فقد درت عليه مؤلفاته مليوني يوان في البداية بينما يمنع الكتّاب الآخرين من النشر. ويومها كان راتب كبار معاونيه 400 يوان في العام.

كان، هو ايضا، القانون، وسوف يقول للصحافي الاميركي الشهير ادوارد صنو «انا، لا قانون ولا حدود». وبدل ذلك اصبحت الدولة عبارة عن مراسيم وقرارات وافتتاحيات صحافية. ومع العام 1950 بدأ حملات تطهير لا حد لها ضد «العناصر المعادية للثورة» من «لصوص» أي المشاركين في المقاومة المسلحة او « الجواسيس» أي الذين كانوا في خدمة الجيش الوطني وتشان كاي تشك، الذي لجأ في النهاية الى تايوان. وراح ماو يصدر القرار بعد الآخر مؤنبا مسؤولي الاقاليم على تسامحهم، مطالبا «بالمزيد من الاعتقالات الجماعية والاعدامات الجماعية». وخلال عام قضى اكثر من 3 ملايين شخص بالاعدام او الشغب الجماهيري او الانتحار. وفي بكين وحدها جرت 30 الف عملية اعدام «جماهيرية» أي بحضور عدد كبير من المصفقين.

اعلن ماو الحرب على الفساد وبنى لنفسه نحو 50 اقامة خيالية، منها خمسة في بكين. وكانت هذه الفلل تقام في اراض وغابات وبحيرات شاسعة وتحاط بحراسة مطبقة. وجميع المباني كانت معدة تحت قصف القنابل وبعضها كان محصنا ضد الهجوم النووي. وجميعها كانت من طابق واحد، لان ماو كان يخشى ان يحتجز في الطابق العلوي. وفي بعض الاقامات الاخرى، كان في امكانه الوصول الى غرفة الجلوس بسيارته.

كان ماو ذواقة في الطعام. ولذلك اقيمت مزرعة ارز خاصة له. وكان السمك يحمل اليه حيا من ووهان على بعد الف كيلومتر في اكياس بلاستيكية. واقيمت له مزرعة خاصة اخرى للخضار والدجاج. وكان الشاي يقطف له في اماكن خاصة ومواعيد خاصة. كما كان لديه طباخ يتذوق أي طعام قبل تقديمه.

الى اللقاء