ليه الخيانة؟

TT

اذا قيل إن الفن يعكس نفسية الشعوب، فالخيانة في اغانينا تعكس روح الخيانة المتأصلة فينا. رغم كل ما اعرفه عن الاغاني الغربية فانني لا اتذكر واحدة منها تشير الى خيانة الحبيب. يغنون عن جمال الحبيب، عن الشوق له، عن اللقاء، عن متعة الحب، واذا حاول الشاعر او المغني الدخول في الألم والملانخوليا، فيغني عن موت الحبيب او فراقه او صدوده. لا تسمعهم يغنون عن خيانته. واين كل ذلك مما سمعناه من عبد الحليم حافظ:

تخونوه وعمره ما خانكم

ولا اشترى غيركم قلبي

ليه تخونوه؟!

او دعونا نتذكر المطربة العراقية وحيدة خليل وهي تئن وتتوجع وتبكي على مصير تصويرها:

بيدك لاحظت صورة غريبة

وسمعتك قلت هي الحبيبة

بأي نار حرقت يا ولفي تصويري؟

وبعد ان تجسست وحيدة خليل على فعل حبيبها، تلتها نجاة الصغيرة:

لا! لا تكذبي اني رأيتكما معا!

ولكاظم الساهر ترديدات عديدة عن خيانات الحب التي تعكس بدون شك تلك الاكوام من الخيانات التي ملأت صفحات تاريخ بلاده: العراق.

يا خاين! وتخوني كده ليه؟! هي الكلمات الأساسية في فن الغناء العربي. ولا عجب، فالملحن يخون الشاعر ولا يدفع له حقوقه والمغني يخون الملحن، وصاحب الملهى يخون المغني.

حدثت صديقي ابو ناصر عن ذلك فقال، هل تعلم ان كلمة خاين هي اول كلمة ينطق بها اولادنا. كل اولاد العالم يبدأون بنطق ماماما، أو دا دادا، أو با بابا، الا الطفل العربي يبدأ بنطق خاخاخا!