مدربو أفيال وآخرون

TT

رزق رينيه غريمالدي أمير موناكو ابنتين وصبيا. الأولى، كارولين، خاضت زيجات كثيرة، قصيرة وسيئة الحظ. الصغرى، ستيفاني، ملأت حكاياتها الغرامية صحف العالم: مدرب افيال، بهلوان سيرك برتغالي، وبعض النوادل وعمال الحدائق. اما زواجها من حارسها الشخصي فانتهى بفضيحة. الصبي، البير، كان على العكس. وكلما أراد والده ولياً للعهد رأى ان البير لا يهتم كثيرا بشؤون هذه الامارة القائمة منذ القرن السابع عشر، والتي اصبح عدد سكانها ستة آلاف من اثرياء العالم الهاربين، اما الى الشمس او من الضرائب. ولذلك وصفها مرة سومرست موم بأنها «بقعة مشمسة يقطنها رجال في الظل».

بقدر ما شغلت كاترين وستيفاني الصفحات «الاجتماعية» بأخبار العلاقات المقطوعة والموصولة، بقدر ما اهتم المحللون «الاجتماعيون» بعزوف الشقيق البير. لكن هذا الهم اصبح خلف موناكو الآن. فقد أكد الأطباء ان وريث رينيه رزق هو ايضا بوريث: الأم والمولود في حالة جيدة. لكن هناك بعض القضايا التفصيلية: الابن غير شرعي والأم من جمهورية طوغو. لذلك اخفى البير عن والده الراحل ان ولي العهد المقبل سوف يكون نصف افريقي. اما ان يكون المولود شرعيا ام لا، فهذه مسألة ألغتها الأميرة ستيفاني، باعتبارها اضاعة للوقت وشكليات لا لزوم لها.

تبدو المسألة مثل مسلسل مكسيكي، انما غير خاضع للرقابة. لكن المهم الوحيد في المسألة هو استمرار الوضع المالي في الامارة. وكانت موناكو تعرضت غير مرة للإفلاس ثم تعثر على انقاذ ما. وعندما ساء وضعها في الخمسينات فكر المليونير اليوناني الداهية اوناسيس بتزويج رينيه من احدى نجوم هوليوود الشهيرات لكي يلفت انظار العالم الى موناكو. وحاول اقناع مارلين مونرو بالأمر، لكن دون جدوى. وبعدها جاءت غريس كيلي الى حضور المهرجان السينمائي الدولي في «كان» فدعاها الى العشاء في موناكو القريبة. تلك الأمسية تقدم رينيه من يد اعذب ممثلات هوليوود تلك الفترة. ونالها. ونال اوناسيس احدى أهم الحملات الدعائية لامارة الجيب.

لكن اللعنة التي تلاحق عائلة غريمالدي انتقلت الى ابنة المليونير الاميركي التي جاءت من فيلادلفيا لكي تعيش في دنيا الأحلام. وقضت غريس كيلي في حادث سيارة، فيما قيل ان حياة رينيه انتهت ايضا في ذلك اليوم. وعاش الرجل يحاول ان يدفع عن اولاده عقدة عمره. ذلك ان أمه، شارلوت، كانت نتيجة علاقة بين الأمير لويس الثاني وماري جولييت لوفيه، وهي ابنة مصبغجي احترفت الغناء في ملاهي مونمارتر. وبعد صراع طويل تم الاعتراف بها ابنة شرعية ووريثة.

لذلك لم يخبر البير والده قبل وفاته، بأن المولود الجديد لعائلة غريمالدي، لقيط وفيه دماء طوغولية. ومات الرجل يعتقد فقط ان حفداءه ابناء مدربي أفيال وبهلوانات من البرتغال.