وجوه عليها غبرة

TT

بينما يحتفي السعوديون بقائمة الناجحين والناجحات الصادرة في صحف بلادهم وبأخبار الفريق الطبي المبهر الذي نجح في عملية فصل التوائم العاشرة وبالمخترع السعودي الشاب ابن الثلاثة عشر عاما الذي هنأه ولي العهد بنفسه، أصدرت وزارة الداخلية السعودية قائمة «جديدة» بأسماء مطلوبين قاموا بعمليات ارهابية واجرامية مختلفة روعوا فيها الناس وسفكوا الدماء ودمروا الممتلكات.

تناثرت صورهم على صفحات الصحف ووكالات الانباء وشاشات التلفزيون وباتوا على الملأ يصنفون كارهابيين وقتلة ومطلوبين. بئس الخاتمة. من قائمة التسعة عشر إلى الستة والعشرين الى الستة والثلاثين ومن يساندهم. يبدو أن الارض لا تزال خصبة وبذور الفكر التكفيري لا تزال قادرة على زرع السموم في عقول وقلوب الشباب وحصاد ذلك بالمزيد من القتل والتدمير.

سقطت الاقنعة وكشفت بعض الوجوه ولم يعد القبح جمالا ولا الضلال حقا وبات التحدث في التطرف والغلو والتكفير مباحا. ويبقى الهاجس الاهم هو كيفية معرفة فعالية الخطط الفكرية التي تواجه بها هذه المجموعات التكفيرية والتي لها مواقعها على الانترنت وكتبها وشرائطها واسطواناتها ومرجعياتها وتلفزيوناتها حتى اليوم.

وبطبيعة الحال هناك العديد من الوسائل البحثية التي من الممكن تطبيقها لقياس موضوعي وحقيقي وفعال لمدى نجاح ما آلت عليه المجهودات والمواجهات الفكرية الى اليوم على أن تكون تلك الوسائل البحثية حرة وبلا مجاملات وحتما بلا تدخلات توجه مسارها وتحدده.

مشروع كهذا يتم فيه الوقوف على وضع شريحة عريضة من المواطنين والمواطنات من مختلف الخلفيات والمناطق والفئات العمرية والقدرات الاقتصادية لمعرفة مدى توغل «التعاطف» التكفيري أو «الممارسة التكفيرية» أو «المساندة التكفيرية» ونسب ذلك بلا رتوش. وهو ايضا يعطي الفرصة لمعرفة أثر البرامج الايجابية المهمة التي تم اطلاقها كالحوار الوطني وجولاته المتعددة على شرائح المجتمع ومدى تأثيرها ونوع النتائج التي تم تحقيقها.

ازدياد عدد المطلوبين في كل نشرة أمنية اعلانية يجب أن يعامل كجرس انذار هائل يسمع دويه في كل منزل وفي كل مدرسة وفي كل شارع وفي كل جامعة وفي كل ناد وفي كل دائرة بلا استثناء، طالما استمر الافراز الارهابي هذا وخصوصا في الفئات العمرية الصغيرة من الشباب (مع العلم أن هناك نساء يقمن بنفس الاعمال من تنفيذ ومساعدة وتمويل في المجال الارهابي ولكن لا تضمهن قوائم الارهاب). التحدي الهائل والحل الأولي المطلوب هو معرفة أين نحن اليوم من ذلك كله.

[email protected]