اكفينا شر العواقب

TT

اتصل بي احد المحامين الظرفاء وسألني: هل تعرف من هاتفني بالأمس؟! قلت له: مين يعني (مايكل جاكسون)، من اجل أن تترافع عنه؟! وكدت أقول له: يا شيخ اتلهي، غير أنني وقبل أن أقولها وقفت الجملة غصة في حلقي، عندما أتاني صوته ضاحكاً ومفرفشاً، وكأنني لم أهزأ به وأتهكم عليه، بل وكأن شيئا لم يكن. الواقع أنني صمت بعدها وقد انتابني شيء من الندم والكسوف قبل أن يقول لي: صحيح إنني محام لي طموح، غير أن طموحي من نوع خاص.

قلت له: أرجوك أسرع وادخل في الموضوع فوقتي ممتلئ بدون أي شغل إلى حد التخمة، ورأسي وجسدي يحتاجان إلى إغماءة ثقيلة قد لا يفوقان منها قبل ثلاثة أيام.

ودلف ـ أي دخل ـ في الموضوع تسبقه مثلما قلت ضحكاته، وقال: إنها المرأة، وسألته وأنا ألهث: امرأة؟! احلف بالله، ما شكلها، ما لونها؟! قال لي: إنني لا اعرف، عن كل ما سألت، شيئا، سوى أن صوتها كان مميزاً. قلت: يعني يشبه صوت العندليب الناعس مثلاً؟! قال لي: بل يشبه صوت رجل أجش من سائقي (التركّات). تنحنحت قليلاً ثم هجدت صامتا وقرفانا في نفس الوقت، واستمر في كلامه وفرفشته يسألني: تدري ماذا طلبت مني؟! قلت له: لا أريد أن ادري، فواصل كلامه غير عابئ بجوابي وقال: إنها تطلب (الخلع) من زوجها الذي دام زواجها منه أكثر من أربعين سنة، فحاولت جاهداً ثنيها عن قرارها الخطير هذا، على أساس أن تلك العقود الأربعة بينهما يجب ألا تذهب هدراً، لمجرد زعل أو غلطة، خصوصاً أن هناك أبناء بينهما، ولكنها رفضت وأبت وأصرت على موقفها، ثم قالت بصوت مجلجل: لعن الله أبو (الفياغرا) واللي اخترعوها، فهي التي مرجلت رجالنا. واستمرت في كلامها وزعيقها تقول لي: لولا هذه (الآفة) يا حضرة المحامي لما كان زوجي يجرؤ على أن يتزوج عليّ بأخرى، وهو الذي اعرفه وابخصه من رأسه إلى ساسه، فقد كان يمر عليه الشهر والشهران، وهو ينام بجانبي كل ليلة ولا أشاهد منه غير ظهره، والآن بعد هذا الاختراع الملعون أصبح مثل عنتر.. لماذا لا تتدخل وزارات الصحة في البلاد العربية كلها وتتلف هذا الدواء، بل هذا (المرض)، الذي دمر كثيرا من الأسر، وان تمنع دخوله، وتعاقب كل رجل يتعاطاه بالحبس والتعزير، أين حقوق المرأة؟! أين الوطنية؟! بل أين الجامعة العربية؟!

واستطرد المحامي في كلامه قائلا: بحكم أنني لا أتعاطى مثل تلك القضايا، وبحكم أنني أخشى أن يؤنبني ضميري فقد أحلتها إلى محام آخر.

[email protected]