البحرين.. التحرك الطائفي

TT

متى سيتقي بعض البحرينيين الله ببلدهم وجزيرتهم الصغيرة. هناك من يعتقد ان الديمقراطية هي المظاهرات أو النزول الى الشارع بمناسبة وبدون مناسبة. وهذا الذي حدث في البحرين بعد نشر كاريكاتير في صحيفة «الايام» اعتبره البعض إهانة للمرشد خامنئي كان يجب ألا يحدث.

الصحف نشرت الكاريكاتير ثم أوضحت انها لم تقصد ما فهمه البعض، ومع ذلك تسيّر المظاهرات في البحرين ـ وليس في ايران ـ ويصل الامر الى تهديد رئيس تحرير الصحيفة بالقتل، وهو أمر يطرح قضايا جوهرية وخطيرة في مجتمع متعدد المذاهب. ما فعله هؤلاء هو استفزاز طائفي، وتخويف للناس، فالسيد خامنئي هو المرشد الاعلى للثورة الاسلامية في ايران، وهناك من يتبعه وهناك من يعترض عليه من الشيعة انفسهم، ولا يجوز تحريك المظاهرات واستفزاز الشارع بشكل طائفي بسبب كاريكاتير اوضحت الصحيفة انها لا تقصد به إهانة المرشد الاعلى.

رجل الدين البحريني عقيل الموسوي الذي أرسل رسالة لرئيس تحرير الصحيفة وسماه بالخائن وهدده بعقوبة الشعب وبالغضب الشعبي، ربما لا يدرك خطورة مثل هذه اللغة الخشنة وغير المتحضرة بل والطائفية على بلد صغير مثل البحرين، وربما لا يدرك حجم الشكوك التي يمكن ان يثيرها هذا الكلام في قضية علاقة بعض النشطاء الشيعة في البحرين بإيران، والمسألة كما يعلم فيها الكثير من الحساسية. وشيعة البحرين مثلهم مثل كل البشر في كل مكان لديهم اجتهاداتهم ومواقفهم واختلافاتهم، وهو أمر مطلوب وطبيعي، ولكن غير الطبيعي ان يظهر أحد من هؤلاء وكأنه امتداد لإيران او غير إيران.

لقد حمل متظاهرون في مناسبات سابقة أعلاما غير علم البحرين; في مظاهرة في البحرين وأثاروا الرأي العام، وحاولوا عبر مثل هذا السلوك التشكيك بوطنية شيعة البحرين وولائهم، وهي وطنية لا يشك بها إلا الجاهل، والبحرينيون بشيعتهم وسنتهم لا يمكن إلا ان يكون ولاؤهم لوطنهم.