الرئيس اليمني «السابق»

TT

إعلان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عدم ترشيح نفسه لولاية جديدة كرئيس للجمهورية، هو بمثابة قنبلة من الوزن الثقيل، بل انها قنبلة تنتمي إلى أسلحة الدمار الشامل.

الإعلان هو بمثابة إطلاق ثقافة بديلة في الفكر العربي السياسي. وإذا حدث ذلك فإن المؤرخين سيكتبون بحروف كبيرة أن علي عبد الله صالح، هو أول رئيس عربي تخلى عن الحكم، وهو بكامل قواه العقلية ويدرك ماذا يفعل..!

أقول للرئيس: تمسك بموقفك. أقول له: لا تصْغِ لأية أصوات في صنعاء تطالبك بالتراجع عن قرارك. سيقولون لك، إذا لم يكونوا قد قالوا بالفعل، إنك إذا استقلت ستخرب البلاد ويجوع العباد، ويموت الزرع ويجف الضرع، فلا تصدقهم، وأنت أذكى من أن تصدق ذلك. ربما سيحركون المظاهرات التي تهتف: بالروح بالدم نفديك يا رئيس، فلا تصغي إليهم.

أقول للرئيس: ستدخل تاريخ العرب من أوسع أبوابه. سيقول الأب لابنه وهو يشير إلى صورة لك في جريدة، هذا هو الزعيم العربي الذي ترك الحكم بمحض إرادته ومع سبق الإصرار والترصد..!

لقد فرحنا أيها السيد الرئيس لقرارك، فلا تحبطنا بالتراجع عنه، وبصراحة يجب أن يكون ردك على أولئك الذين يقولون إن تصريحك بعدم الترشيح هو جزء من حملة انتخابية لولاية جديدة، هو التمسك بقرارك والاستمرار في موقفك..!

عليك أن تتصور قدر الاحترام الذي ستحس به، وأنت ضيف شرف على المؤتمرات واللقاءات العربية، وأنت تزور المحافظات اليمنية كرئيس سابق بلا حراسة، ولا سيارات حكومية، ولا قطع طرقات. نريدك أن تحقق أمنيتنا في أن يكون هناك رئيس عربي سابق، هذا اللقب الذي لم يحمله أحد من العرب حتى الآن.

أيها الرئيس.. قف دون قرارك مجاهدا، رافضا كل دعوات التراجع، ونرجوك أن تقنع ابنك بعدم الترشيح، حتى لا يقال إن الرئيس ترك مكانه ليخلف ابنه..!

ربما ستكتشف بعد ترك منصب الرئاسة أن هناك متعا في الدنيا حرمت منها ، وحياة بسيطة متواضعة لم تحس بطعمها .

أيها الرئيس: تمسك بموقفك وفقك الله..!