من هم أصدقاء الإرهابيين؟

TT

إهانة بالغة توجهها «القاعدة» ومؤيدوها في العالمين العربي والاسلامي الى الفقراء بتبرير أعمال الارهاب التي تضرب العواصم العربية والاجنبية بالفقر وشظف العيش للغالبية من سكان هذين العالمين.

وهي إهانة سافرة من «القاعدة» ومؤيديها الى السياسيين النزيهين والعمل السياسي النظيف بإحالة هذه الجرائم الى التهميش السياسي والاجتماعي.

وهي إهانة كبيرة من «القاعدة» ومؤيديها، ومن فلول اجهزة القمع في عهد صدام، الى الوطنيين العراقيين بالتذرع بالتدخل العسكري الاميركي والبريطاني في العراق لإيجاد مسوّغ لجرائم الإبادة الجماعية الجارية في العراق ولأعمال الارهاب في مصر والسعودية والمغرب وبريطانيا واسبانيا والولايات المتحدة.

فالثابت ان المخططين والمنفذين لموجة الاعمال الإرهابية السائدة منذ سنوات ليسوا من الجياع ولا حتى من نصف الشبعانين.. انهم يتحدرون في الغالب من ابناء الطبقة الوسطى، وبعضهم من المتخمين تماما. والثابت ايضا انهم لم يظهروا أي اهتمام بأحوال الطبقات المسحوقة ، فلم ينشطوا في أعمال الخير ولم يقدموا الهبات الى الجمعيات والمؤسسات المعنية برعاية الفقراء والمعوزين ولم يشاركوا في بناء مدارس او مستشفيات او ملاجئ للعجزة والايتام.

والثابت ايضا انه ليس من أخلاق الفقراء على مدى التاريخ قتل الابرياء، وأخبار الصعاليك، العرب وغير العرب، لم تورد وقائع فتك بالمدنيين الآمنين ... كما ليس من أخلاق السياسيين الناشطين ضد التهميش السياسي والاجتماعي والاقتصادي إزهاق ارواح الذين لا ذنب لهم ولا مسؤولية في هذا التهميش... مثلما ليس من أخلاق الوطنيين العراقيين المناهضين للوجود العسكري الاجنبي في بلادهم (الذي تسبب فيه ويتحمل كامل المسؤولية عنه صدام حسين) إراقة دماء ابناء وطنهم، اطفالا ونساء وشيوخا وشبانا، يتطلعون الى حياة هانئة كريمة بعد حقبة طويلة من الاستبداد المتوحش والاملاق المذل اللذين تعمَّد صدام حسين توطينهما في بلاد الرافدين.

قل لي من صديقك اقل لك من انت.

وكي نعرف من هم اصدقاء الإرهابيين لندقق جيدا في الهوية السياسية لهؤلاء الذين يصفقون ويطبلون ويرقصون، عبر شاشات الفضائيات وصفحات الصحف وفي المنتديات والتجمعات، كلما تفجرت سيارة مفخخة او عبوة ناسفة وتمزقت الاجساد وزهقت الارواح في عملية «جهادية».

انهم جميعا اما من «الاخوان المسلمين» ومن خرج من تحت عباءتهم من السنة والشيعة على السواء، او من القوميين العرب الشوفينيين.

ما الذي يجمع بينهم؟

انه تهافت الفكر وانهيار التجربة. فقد اندحر مشروع «الاخوان»، بشقيه السني والشيعي، مثلما انهزم المشروع القومي العربي، ناصريا وبعثيا، ولم يعد امام أي من «الاخوان» والقوميين إلا اغلاق دكانته او تجديد فكره ومشروعه.

بيد ان «الاخوان» والقوميين لا يريدون ادراك ان الدكتاتورية والشمولية لم يعد لهما مستقبل. وها هم يقاومون الآن... ولكن بالواسطة. يعتقدون بأن السماء بعثت لهم اخيرا بحبل النجاة او خشبة الانقاذ مع هذه المجموعات من المجانين الممتلئة قلوبهم بالكراهية وعقولهم بالحقد وارواحهم بالضغينة.

إنهم («الاخوان» والقوميون) يظنون ان مجاميع الصبيان المخدرين ستصلح لهم ما افسدوه بصنيع ايديهم، وتعيد اليهم المجد المضاع، وتحقق لهم الحلم الزائف. وهو ما سوف لن يحدث ابدا.