تماسيح مصر الفرعونية كانت أبشع!

TT

رأيت ماذا فعلت القنابل الذرية بمدينتي هيروشيما ونجازاكي.. رأيت الأرض قد ابتلعت بيوتها وسكانها ونباتها وحيوانها.. ولا أحد يعرف أين ذهبت أجساد الناس.. ولكن عرفت ما الذي أصاب الأحياء على مسافات بعيدة من مركز الانفجارات النووية.. فقد تشوهت أجسادهم وكذلك النباتات والحيوانات، والذين ماتوا هم جزء صغير من الذين شوهت الإشعاعات المميتة أجسادهم وعقولهم.

ورأيت ماذا فعل التسرب النووي في مفاعل شرنوبل بأوكرانيا.. لم أذهب إلى شرنوبل رغم الإيمان الغليظة من الرسميين أنه لا خوف علينا.. ولكن رأيت ماذا حدث للأرض ومن عليها على بعد مائتي كيلومتر.. شيء عجيب فالنباتات والحيوانات فقدت ذاكرتها.. فشجرة التين أصبحت شجرة برتقال وشجرة البرتقال أنكرت صفاتها الوراثية وكانت لها أفرع كأنها أذرع وسيقان.. والإنسان لم يعد إنسانا ولا الحيوان.. صور بشعة للوحشية النووية.

وكانت كل هذه المشاهد على الشاشة أبشع!

ولكن الذي كان أقسى على النفس وقدرتها على التحمل ما حدث في آخر أيام الحرب العالمية الثانية سنة 1945، فقد أغرقت الغواصات اليابانية البارجة الأميركية أنديانا بولس فقفز إلى المحيط الهادي أكثر من مائتي بحار ليكونوا طعاماً سائغاً لمئات من أسماء القرش.. فقد احتشدت أسماك القرش على رائحة الدم.. فلم يبق من هؤلاء الجنود إلا عشرون حاولت أسماك القرش أن تخطفهم من زوارق النجاة.

ومن الغريب أن بعدها بشهر واحد هرب اليابانيون أمام القوات البريطانية إلى المحيط بالقرب من جزيرة راماربي تجاه شواطئ بورما.. وكانت مذبحة مروعة، فقد هاجمت التماسيح الجنود اليابانيين، ومن عادة التماسيح أن تجرجر ضحاياها إلى ما تحت الماء فتختنق وتموت.. يقول المؤرخ الأميرال روبرت هور في كتابه الجديد «فوق وتحت الماء» ان هذه المذابح هي أبشع ما عرفه التاريخ الإنساني.

أما أنها مذبحة، فلا شك في ذلك، ولكن ليست الأولى في التاريخ، فقد حدث منذ ثلاثة آلاف سنة في مصر أيام الملك بيبي الثاني أن قامت في مصر أول ثورة شعبية، وكان الناس يتساقطون من الجوع على الأرض وفي الماء وكانت التماسيح تزحف عليهم، ولما فرغت من الناس اتجهت إلى حيواناتهم، كما لم يحدث قبل أو بعد ذلك في التاريخ!