الشعراء في إخوانياتهم

TT

ولد ونشأ الشاعران الاديبان العراقيان الشيخ علي الشرقي والشيخ محمد علي اليعقوبي في النجف الاشرف وكرسا الكثير من شعرهما لاحوال شعبهما السيئة واذا كان العراقيون قد اذلهم الجري وراء المناصب في هذه الايام، فقد عبر عن مشاعرهم علي الشرقي من قبل:

بلدي رؤوس كله

أرأيت مزرعة البصل؟

ولكنه في الواقع كان واحدا منهم. فتولى عدة مناصب قضائية ثم اصبح عضوا في مجلس الاعيان وتولى عدة وزارات في ما بعد. مهد لصعود نجمه بحملة طويلة من المقالات والمساهمات الصحافية والادبية التي استثارت في الاخير استياء صديق الامس الشيخ اليعقوبي، ولا سيما بأفكارها المتطورة التي اصطدمت مع الافكار التقليدية المحافظة. رأى الشيخ اليعقوبي ان علي الشرقي نال مناصبه بالمداجاة والتزلف للسلطة، فقال فيه:

قالوا سعيت وربما

تسعى لغايات شريفة.

لم تأت قط صحيفة

الا وذكرك في الصحيفة.

فأجبت ما لي غاية

غير الحصول على الوظيفة.

لا تكشفن مغطأ

فلربما كشفت جيفة.

الكلمة الاخيرة مثال نمطي لسلاطة لسان اليعقوبي وحبه للسخرية والنكتة والفكاهة. ومن طرائفه انه قرأ لشاعر من زملائه نقدا قاسيا ضد المتنبي. فأنبه قائلا:

يا هاجيا رب القوافي «احمدا»

بلواذع من قوله وقوارص

حسبي وحسبك في جوابك قوله

«واذا اتتك مذمتي من ناقص»

نشر الشيخ علي الشرقي مقالة بعنوان «طبقات النجف» لم ترق قط للشيخ محمد علي اليعقوبي فتصدى لها بهذه الابيات يطنطن فيها بالطبقات:

يكتب الكتاب عن

اطوار هذي الطبقات.

ليتني اعرف ماذا

تبتغيه الطبقات.

ايها الكتاب شوهتم

وجوه الطبقات.

ارتقى الناس وما

زلتم بأدنى الطبقات.

وقد رد علي الشرقي على ما تلقاه من تهجم على شخصه وادبه من صاحبه بهذه الرباعية:

يا رامي الشجر العالي بأكرته

هلا تعلمت اخلاقا من الشجر.

ترميه بالحجر القاسي لترجمه

وانه دائما يرميك بالثمر.

قدست من بشر لولا مجاملة

لقلت في حقه قدست من بقر.

قل للجآذر ظلما انت من بقر

ان ينسبوك وهذا الوحش من بشر