هذه الديوك تصيح ظهراً

TT

عندنا مثل شعبي يقول: الديك الفصيح في البيضة يصيح.. أي ان الإنسان النابه الذكي نعرف ملامحه وهو طفل، ولا أجد قاعدة أكثر خطأ، فكثير من العباقرة كانوا في غاية البلادة، وبعضهم طردتهم المدرسة لخمولهم.

الاستاذ عباس العقاد لم يكمل دراسته، وقف حتى الابتدائية، وبعض الذين يعرفونه أشفقوا عليه، ولكن الشيخ محمد عبده عندما زاره في المدرسة واستمع إليه قال سوف يكون عظيماً فيما بعد!

وتوفيق الحكيم ذهبوا إلى والده يطلبون إليه أن يبحث له عن شيء غير التعليم، وأقصى آمال أهل طه حسين أن يكون مؤذناً في مسجد، أو قارئاً في المقابر.

والزعيم البريطاني تشرشل الحائز جائزة نوبل في الأدب، كان عيياً لا يحسن التعبير حتى العاشرة من عمره.

العالم العظيم دارون: قالوا له بصراحة أنت لا تصلح لأي شيء، والمخترع الأميركي أديسون الذي أضاف للابداع أكثر من ألف اختراع قالوا لوالده: ابحث له عن أية صنعة، ولكن أم دارون كان لديها شعور خفي بأنه سوف يكون عظيماً!

والعالم الفيزيائي العظيم اينشتاين كان بليداً، وكان يستحوذ على الصفر بجدارة في كل المواد فيما عدا الرياضيات، وقد رسب في جميع امتحانات القبول!

ونيوتن أعظم عقلية خلقها الله لم يكن يبشر بأي مستقبل في أي اتجاه!

والفنان الكبير بيكاسو الذي يظل (يشخبط) ليلاً ونهاراً، اقترحوا على والديه أن يعمل في أي مقهى، لأنه لا أمل في تقدمه!

والموسيقار الايطالي بوتشيني قال عنه استاذه في الموسيقى لا أرى فيه أية موهبة، وخير له أن يتوقف وأن يبحث عن أية صنعة أخرى!

وجيمس وات أبو الالة البخارية التي بدأت الثورة الصناعية في أوروبا على يديه، كان مادة للفكاهة من زملائه، وكانوا يقولون له معظم الوقت: البليد أهوه، الغبي، الخنزير.

أما الشاعر الألماني هيني فكان أبوه يقول له: اسمع يا بني خذها مني، أنا لا أعرف لك أبا ولا أماً، أنت حمار ينقصك ذيل!

وكلها ديوك صغيرة لم نسمع لها صياحاً عند الفجر وانما عند الظهيرة!