رئيس لجنة الموازنة والشؤون المالية ووزير سابق بئس النهاية

TT

في جولة جديدة بين رجال الأمن في السعودية وعناصر تنظيم القاعدة، بنسخته المعدلة المحلية، أسفرت المواجهة عن قتل اربعة من التنظيم والقبض على أكثر من عشرة أشخاص، وذلك في سبع مداهمات نفذت في مدينتي الرياض والمدينة المنورة. واللافت في هذه الاحداث هو سقوط اسمين من عتاة الارهاب المدرجة اسماؤهما في قوائم كبار المطلوبين. اثنان ممن تزعموا التنظير والتنفيذ للفئة الباغية، اضافة الى انتاج سلسلة من «فيديو كليبات» للترويج لافكارهم، محشوة بالعبث والهلوسة المغلفة بالدين والحماس الزائف. إنها مواجهة جديدة وقدر السعوديين في التعامل مع هذه الآفة التي ابتلوا بها. فصالح العوفي وفهد الجويري، هما نموذجان للخلطة الشيطانية التي انتشرت بين قطاعات الشباب، خلطة تمجد الموت وتقدس القتل والتكفير. كل ذلك تحت عباءة الدين النقي السليم، ولكن ها هما يموتان ميتة حقيرة بلا شرف ولا كرامة ولا عزة. فصالح العوفي الذي كان يتشبه بالنساء متنقلا من مكان الى آخر، لم يجد حلا للخلاص من كل ذلك الا بفتوى جائرة في سوق الفتاوى الجاهلة، التي انتشرت تبيح له تفجير نفسه، كما أتاحت من قبل تفجير الابرياء. أما الجوير فهناك اعتقاد كبير بأن الجثة المتفحمة، التي بات من الصعب التعرف عليها والتي اكتشفت خلال المداهمات الأخيرة المذكورة، له هو. إنها ولا شك بئس الخاتمة. صفعة جديدة على وجه القاعدة وأذنابها. ولكن المعركة طويلة ومستمرة، فالذي انجب يوما «قاعدة»، قد ينجب غيرها، وهي جميعا أسماء سموها، ولكن يبقى الهاجس الأهم هو استئصال الرحم الذي يلد القاعدة وأمثالها. إنه التحدي الأكبر. السعوديون باتت لهم البشائر مع كل خبر يطالعونه عن مداهمات أمنية استباقية تقضي على أوكار هذه الفئة الباغية. والكثير من السعوديين يتأمل ويدعو الله أن يكتب للمداهمات الفكرية نفس القدر من الحماس ونفس القدر من النجاح. المداهمات الأمنية الاخيرة تأتي لتذكر ولتؤكد من جديد ان هذه الانواع من الافكار والتنظيمات لا مكان لها أبدا في وسط المجتمعات السوية، التي ترغب في كرامة وأمان وسلام. وهي حتما لا علاقة لها بتعاليم سماوية أو مفاهيم شرعية مهما أوجدت لها من حجج وتبريرات.

العوفي والجوير قصتان حزينتان وجديدتان في مسيرة الحرب على الارهاب في السعودية، يتحمل وزرها كل من دافع يوما عن هذه الافكار المسمومة.