عنف بلا هدف

TT

عمليات الارهاب الفاشلة التي تضرب في أماكن عديدة لن تؤدي الى نتيجة لأسباب عديدة أهمها ان هذا الارهاب ليس له هدف محدد فهو يريد محاربة العالم كله من دون ان يقدم برنامجا او سقفا لأية مطالب محددة.

حتى الارهاب الذي طرح هدفا محددا مثل مطالبة الجيش الجمهوري الايرلندي او جماعة الباسك بالانفصال استمر يلقي بالقنابل والمتفجرات لعشرات لسنين من دون أية فائدة، وهذا ما دفع الجيش الايرلندي الى الغاء سلاحه قبل اسابيع.

نموذج الارهاب في السعودية يستحق ان يدرس فقد دفع الفكر المتطرف بعشرات الشباب الى الموت من دون ان يدري احد لماذا يموت هؤلاء، ومن دون ان يكون هناك معنى او هدف لعمليات قتل المدنيين وترويع الآمنين. وفي كل يوم يسقط عدد من اعضاء هذه التنظيمات قتلا على يد اجهزة الأمن السعودية.

لنفترض ان لهؤلاء هدفاً وهو محاربة «الصليبين واليهود في جزيرة العرب كما يقولون»، فما هو ذنب مئات الضحايا من السعوديين وغيرهم الذين لا علاقة لهم بهذا الهدف؟ واذا كان هدفهم هو «إعانة المظلوم على الظالم» فأي ظلم اكبر من قتل الأبرياء، واذا كانوا يتحدثون عن الحرب على اسرائيل، فما علاقة تفجير المجمعات السكنية بمثل هذا الشعار، علما ان تنظيم القاعدة ضرب في نيويورك والرياض وشرم الشيخ وصنعاء وغيرها، ولكنه لم يطلق طلقة واحدة باتجاه اسرائيل وهو أمر يثير علامات استفهام كبيرة. واذا كانوا يتحدثون عن عدالة واصلاح فإنهم يكفرون الدول التي تسير بالنهج الديمقراطي، ويعتبرون البرلمانات من عمل الشيطان والدساتير بدعة ضد الدين.

حتى اعمال العنف التي تقوم بها جماعات فلسطينية ومع اختلاف الزمان والمكان، ومع كون الفلسطينيين يرزحون تحت احتلال يسمح لهم باستخدام العنف ضد محتليهم فإن عمليات قتل المدنيين الاسرائيليين في المطاعم والمقاهي اضرت بالقضية العادلة للفلسطينيين وحركت الرأي العام العالمي ضدهم، وتحول القاتل الى ضحية أمام الاعلام العالمي بسبب مثل هذه الأعمال التي لا تخدم سوى اليمين الاسرائيلي والتي استغلها المتطرفون في اسرائيل ضد كل قوى السلام.

العنف لن يحل مشكلة، بل يزيد المشكلات تعقيدا، والارهاب العالمي لن ينجح في هزيمة المجتمع البشري ولكنه يوقع الكثير من الضحايا، ويتسبب في ايذاء الكثيرين بمن فيهم اولئك الذين غسلت أدمغتهم فتحولوا الى الارهاب باسم الدين.