مات الأتراك وعاش الكرواسان!

TT

عندنا في مصر الكحك والغريبة والبسكويت، ونقول إنها بدع أدخلها الفاطميون إلى مصر، وبقيت كما هي متربعة على عرش العيد الصغير، أما العيد الكبير فلحوم الخراف.

ومن الغريب أنني عندما ذهبت إلى جزيرة سيلان (سري لانكا) سنة 1959 أبحث عن الذي حدث للزعيم المصري أحمد عرابي باشا في منفاه الذي استغرق عشرين عاما، وجدته قد علمهم نوعين من الحلوى من مخلفات الفاطميين في مصر: الكنافة والقطايف إلى جانب حرصه على تعليمهم مبادئ الإسلام واللغة العربية وارتداء الطربوش التركي.

والحلوى (أم علي) لها قصة معروفة، فبعد أن قتلت (شجرة الدر) زوجها مستخدمة القباقيب، جاءت زوجته الأولى وقتلت شجرة الدر بنفس الطريقة. وابتهاجا بهذا اليوم صنعت الثريد المعروف بـ«أم علي» مضافا إليه اللبن والسكر والزبيب.. والزبيب بدلا من ثديي شجرة الدر.. والملكة التي قتلت شجرة الدر اسمها أم علي.

وكذلك الكرواسان هو الخبز اللذيذ الجميل في كل الدنيا وفي فرنسا ألذ وأمتع. وكرواسان باللغة الفرنسية معناها: الهلال.. وبالإنجليزية : كرسنت وبالألمانية كرتنست، وله حكاية. فعندما احتل الأتراك فيينا سنة 1683، طبعا ضاقوا بالحكم العثماني والقسوة والتعذيب فصنعوا خبزا على شكل هلال، والهلال موجود في العلم التركي، وكانوا يدخلونه النار ألوف المرات في اليوم، والشعب النمساوي سعيد بهذا التعذيب الوهمي كل يوم.

ولم يلحظ الأتراك هذه المحرقة اليومية لهم وللهلال الذي يرمز للعلم وللسيطرة العثمانية.

وانسحبت الجيوش العثمانية وانحسرت وانكسرت وبقي الكرواسان لذيذا، وانتقل إلى أميركا. ولأن فرنسا قد تفوقت في صناعته فاحتفظ بالاسم الفرنسي في أوروبا وأميركا وبقية القارات وليس بالاسم الألماني الذي ولد به.

ذهب الفاطميون وبقيت حلوياتهم، ومات الأتراك وعاش الكرواسان!