القلب لا يمتلئ بالذهب!

TT

طبيعي ألا أستطيع أن أكتب قصة على مقاس فاتن حمامة وعمر الشريف.. أو على مقاس أي أحد، فقد طلب مني الصحفي الكبير سعيد فريحة أن أختار قصة من كتاب قديم معه وقال لي: إعمل قصة تصلح لفاتن حمامة وعمر الشريف.

ووافقت، ولم أعرف على أي شيء وافقت، واتفقنا على موعد آخر لكي يعرفوا إلى أين ذهبت وعن أي عقدة أو حبكة درامية وقفت، أوكي!

ولم نلتق، وكلما حاولوا أن نلتقي هربت، فقد قرأت الكتاب، ولم أعرف ما الذي أفعله، قصص، وايه يعني؟ أنا أيضاً أستطيع أن أكتب قصصاً، وقد كتبت ونشرت المئات، ولكن وجدت في هذا الكتاب القديم عبارة عابرة هي التي استوقفتني، فكتبت قصة رومانسية، عنوانها: القلب لا يمتلئ بالذهب، وأهديت هذه القصة إلى (فرقة رضا للفنون الشعبية) ولا علاقة لها بفاتن حمامة أو عمر الشريف، ولم تحاول فرقة رضا أن تتبنى هذه القصة، وإنما أخذها التليفزيون المصري وجعلها سهرة، بطولة المطرب عبد اللطيف التلباني ومحمد رضا وآخرين.

وسألتني فاتن حمامة، وكان ردي أنني أعمل جاداً، وفعلاً كتبت قصة عنوانها: يعود الماضي يعود ـ ولا علاقة لها بفاتن حمامة، وإنما ظهرت مسلسلاً في التليفزيون بعد ذلك بعشرين عاماً في ثلاثين حلقة بطولة حسين فهمي!

فما الذي جرى؟

لا أستطيع أن أكتب لأحد، ولا أن أقوم بدور الترزي أجعل ما أكتبه على قدر فلان أو علان، بل وجدت حرصاً على الرفض وعلى أن أكتب لآخرين.

وفي يوم طلب مني الفنان الكبير سيد بدير أن أكتب مسرحية كوميدية، وأن يكون أبطالها فلان وعلان، وذكر عشرة من الأسماء، وسيد بدير صديقي، وعندي فكرة، وجلست وكتبت مسرحية كوميدية بوليسية ولم يكن لها إلا بطلان اثنان لثلاثة فصول طويلة، ولا يظهر على المسرح أحد غيرهما، وان كنا طوال الوقت منتظرين أن يظهر كثيرون ولكن أحداً لا يجيء، المسرحية اسمها (الأحياء المجاورة)، والبطلان حمدي غيث وسناء جميل.

وقد ضحك الجمهور كثيراً وراحوا يبحثون عني بين المتفرجين.