11 سبتمبر.. لو لم يحدث..!

TT

في مثل هذا اليوم حدثت جريمة الحادي عشر من سبتمبر، قتل ثلاثة آلاف بريء بطريقة وحشية، وإذا كان من الصعب قراءة التاريخ بأثر رجعي، وعبر نظريات افتراضية واحتمالية، فإن سؤالا افتراضيا يلح على ضمير الإنسان، وهو سؤال بسيط يقول: ماذا كان يمكن أن يحدث لو لم يحدث الحادي عشر من سبتمبر..؟!

هل كان يمكن لو لم يحدث الحادي عشر من سبتمبر أن تدفع البشرية بكل أجناسها وأديانها ثمنا أكبر، وإذا كانت خسارة أرواح ثلاثة آلاف انسان شيئا مرعبا وكريها، فإن من المحتمل لو لم يحدث ذلك أن تكون الخسائر أكثر دموية ووحشية.

لنتخيل لو أن تنظيم القاعدة استمر في تنظيم نفسه وتجييش الشباب من كل الجنسيات، والقيام بعملية غسل أدمغة جماعية للصغار والمراهقين، واستمر في امتلاك هذه الشبكة الجهنمية التي كان ينظمها، واستمر في جمع الأموال عبر شبكة مالية ضخمة، تضم دولا كثيرة في الشرق الأوسط وأوروبا واستراليا وأمريكا الشمالية..!

إنه سؤال افتراضي، ولكن الإجابة عليه ربما تكون اجابة بعيدة عن نظريات الافتراض والاحتمال، لو أن تنظيم القاعدة استمر في التنظيم وجمع الأموال، ثم استثمر كل هذه الإمكانيات للسيطرة على الحكم في عدد من دول الشرق الأوسط وأوجد قاعدة كبيرة، وربما امتلك سلاحا جرثوميا أو نوويا، هل كنا نستطيع اليوم أن نواجه هذه الكارثة؟.

لقد ذهب ضحايا كثيرون في جريمة الحادي عشر من سبتمبر، ولكن هذا الحادث الكريه كشف نارا عظيمة كانت تكبر تحت الرماد، وتنظيمات إرهابية تمتد عبر القارات، وأموالا هائلة تمول هذه العمليات، ولولا الحادي عشر من سبتمبر لما تمكن عدد من الدول العربية من الوصول إلى عصب هذا التنظيم ومواجهته كما حدث في اليمن والأردن والكويت والمغرب، وأخيرا هذه الضربات المتلاحقة للتنظيم في السعودية..!

لولا 11 سبتمبر لما صدرت القوانين الأممية لمتابعة غسيل الأموال، ولما حدث تحالف دولي كبير ضم معظم دول العالم لمكافحة الإرهاب، ولظل العالم، وخاصة الدول العربية، تتعامل بسذاجة وتبسيط لمشكلة كبيرة ومعقدة..!

في ذكرى 11 سبتمبر نقف حزنا على أرواح الضحايا الأبرياء، وننظر إلى الوراء فنرى عملا كبيرا أنجز على المستوى الدولي ضد الإرهاب، وعالما يتوحد لمواجهة الكراهية، ودعوى إلى تغيير نظرتنا كعرب ومسلمين لأنفسنا وللآخر، وهي خطوات كبيرة بكل المقاييس.