عمرو وأبو سرجه وبن عزرا!

TT

اعرف مقدما ماذا سوف يحدث للمعابد اليهودية في غزة. وجودها استفزازي. تحويل الشعب الفلسطيني الكاره لكل ما هو يهودي وصهيوني حارسا عليها.. يحرسها من نفسه. كيف ؟ فإذا استطاع الحراس أن يمسكوا أعصابهم فكيف يستطيع الباقون. إن الاعتداء عليها يدفع إلى الاعتداء على المسجد الأقصى.

فإن كانت إسرائيل تريد السلام فلتقلعها هي من ارض غير أرضها.. من ارض لن تلقى احتراما فيها من كل أحد.. وعلى ذلك اختلافات في إسرائيل بين دعاة السلام الذين يرون في بقائها إثارة للانتقام ودعوة للدم..

ونحن في مصر نعرف ماذا حدث عندما أصر الرئيس السادات على إزالة مستعمرة «ياميت» من شمال سيناء. ذهبت إليها رأيتها أيام الاحتلال. وذهبت إليها بعد ذلك. لقد هدموها. وهدموا المعبد الذي بداخلها. انهم أحرار : وتركوا على الجدران عبارات غيظ شتيمةً في مصر والمصريين.. ورد عليهم المصريون بشتيمة أخرى وهي مهدمة تماما. هم قالوا على الجدران: وإذا عدتم فالموت وجهنم في انتظاركم .

وبقي المعبد مهدما.. أما بقية المستعمرة فقد أزيلت تماما.. والمصريون يريدون أن يبقى هذا الأثر محطما مهدما. فهم يجدون في ذلك شيئا من الارتياح من النظر إليه.. وبعد ذلك سوف يعود الوئام بين الجميع.. كما سوف يعود في فلسطين بعد قيام الدولة. فلا أحد يريد الموت والدمار وحرق الأعصاب.

وفي القاهرة في حي «مصر القديمة» يوجد السلام التام بين المعابد الثلاثة: جامع عمرو بن العاص، وكنيسة أبو سرجه، وكنس بن عزرا.. وكان الرئيس السادات قد فكر في إقامة رمز للأديان الثلاثة.. رمز الوئام والسلام.. واختار له موقعا هو وادي الراحة عند الجبل الذي صعده موسى وكلم ربه ونزلت عليه «الوصايا العشر»، وعندما نزل من الجبل وجد أهله يعبدون عجلا من ذهب!

وكان السادات يريد بناء رمز المعابد الثلاثة بأن يتبرع كل المسلمين والمسيحيين واليهود بأي مبلغ من المال ليكون ذلك بناء لهم ومنهم.

ولكن السلام ليس معبدا وإنما هو هنا: في العقل والقلب معا!