قل لي يا عارفا بالأحوال!

TT

ولم لا؟.. وضعت أمامي عددا من الصحف والمجلات وعيني على (البخت)، وقرأت، بعض الصحف تتحدث عن مواقع الكواكب في الأبراج، وعرفت موقع برجي. أنا أعرفه. وهؤلاء العرافون لا يضيفون جديدا.

وبعض العرافين عندما يتحدثون عن الأبراج والحظ هذا اليوم أو هذا الأسبوع يتكلمون كأنهم يخطبون في برلمان النجوم والكواكب. ولذلك يشعر القارئ انهم لا يتحدثون إليه وإنما اتخذوا لهم منابر فوق القمر وراحوا يخاطبون سكان الكواكب الأخرى، بينما هم يتحدثون فقط إلى سكان كوكب الأرض، ولا أعرف كيف يفهم الناس ما يقولون.

وعرافون آخرون يتجهون مباشرة إلى قلبك وإلى جيبك، إلى الحب والفلوس، وكيف تلتقي أو تبعد الفلوس عن القلب، وكيف أن العقل هو حكم في مباراة يومية، ليس لها كأس ولا دوري، ومن العجيب أن العرافين يطلبون إليك أن تسمع كلام العقل، فيدخل من هذه الأذن ليخرج من الأخرى، إذن يسمع كلام من؟ كلام القلب. والعرافون يرون أن القلب لا صوت له.

أما المجلات الفرنسية فهي تتحدث أسبوعيا بتفصيل أكثر دقة.. فالبرج الواحد يضمن عدة أبواب: العقل، القلب، الفلوس، الزوجة، الحب، الرحلات، والصحة. وكل هذه المعلومات تجيء بمنتهى الدقة بسبب حركة الكواكب في الأبراج، والتقاؤها هناك فوق، فهي في حركتها ودورانها تطلق موجات ضوئية وصوتية يحولها العراف إلى خانات الحب والفلوس فور وصولها إليه.

أمسكت ورقة وقلما وكتبت ما ينصح به العرافون الإنجليز والفرنسيون والإيطاليون والألمان، وجدتهم يؤكدون أن غدا أفضل، وأنني لو كنت قد استمعت إلى نصحائهم لكان الغد وبعد الغد أفضل من اليوم والأمس، ولم أستفد شيئا إنما أمضيت ساعة من الوقت أبعدتني عن كل ما هو هام في حياتي.