حنان المسيح

TT

علمت السيدة فيرا تشيرماك في مدينة براغ، أن زوجها قد خانها، فالقت بنفسها من نافذة منزلها في الطابق الثالث، وذكرت صحيفة «فيشرني براغ» أن السيدة تشيرماك تستعيد عافيتها في المستشفى، بعد أن سقطت من النافذة فوق زوجها الذي قتلته الصدمة. هذه الحادثة ليست من نسج الخيال، وإنما هي قد وقعت فعلاً ـ أي أن السيدة فيرا (الله لا يقصف عمرها) قد وقعت فعلاً بثقلها غير المريح الذي يقارب تسعين كيلو على زوجها الخائن ومسحت به حجارة الرصيف ـ، هذه الزوجة الغيورة المسكينة لم تكن تريد أن تقتل زوجها، ولو كان الأمر كذلك لتمنيت منها شخصياً أن تلقي بنفسها من الدور الثالث عشر وليس الثالث لتكون قتلة ذلك الزوج أكثر شدة وبلاغة، فالخيانة في عرفي هي: ان لم تكن أكبر الكبائر، فهي (ثانيتها) بدون شك، أعود وأقول: إن تلك الزوجة الغيورة البدينة (المستصحة) كانت تريد الانتحار حقاً ولم تكن تتعمد قتل زوجها، ولكن الأقدار وحدها هي التي أتت به تحت النافذة ليقتل هو وتنجو هي.. وعندما تأكدت هي انه قد فارق الحياة فعلاً وجدت انه ليس هناك داعٍ لأن تلقي (بالتسعين كيلو) من النافذة مرة أخرى، وفضلت بدلاً من ذلك أن تأكل قرناً كاملاً من البسكويت ممتلئاً بالفانيليا والشوكولاته ـ أو الشوقلاطة ـ مثلما ينطقها البعض من أصحاب البراطم المتورمة، والألسن العريضة والقصبات الهوائية الواسعة. الخيانة داء متعدد المفاصل، ومن شب عليه شاب عليه حتى لو زوجوه ملكة جمال العالم، ثم اتبعوها بملكة جمال الكون (كطبينة)، فلا بد وان (يلعب بذيلة).

فاللهم احمنا من الخيانات ما ظهر منها وما بطن، واللهم (كرسح) كل خائن في حفرة لها قرار، ولكن هذا القرار ممتلئ بالخوازيق، واللهم اجعله مشغول البال ولا يستقر على حال، واجعلني أنا وريثه غير الشرعي في كل مكاسبه الدنيوية الشرعية، ولا يشاركني فيها أحد.

لا أريد أن اسرد مساوئ الخيانات, فكلكم أو أغلبكم يعرفون مساوئها، والرشيد هو من يفهم ويعتبر، ولست الآن في مجال أن أكون قيماً أو هادياً أو ناصحاً أو لافتاً الأنظار للقيم العليا التي تدعو للوفاء وضبط هوى النفس، لأنني لست مؤهلاً لهكذا شرف، (فيا دوبك) أحافظ بقدر إمكانياتي المتواضعة على كبح جماح نفسي التي هي كالريشة في مهب رياح المغريات.

ولكنني فقط أريد بكل محبة، وبكل حنان أن أقترب من حنان المسيح عليه السلام، أن اشد على يد كل من حافظ على الوفاء لأليفه، ليس أن اشد على يده وحدها، ولكن اشد على ساعده أيضاً، وعضده، وفقرات ظهره، وحتى على (صرصور أذنه)، وأقول له: بارك الله بك، وحرمنا الله من دعواتك غير الصالحات.

[email protected]