تعقيدات السلطة: ما بيننا وبين الآخرين..!

TT

السلطة ذات طبيعة وصفات معقدة، ولذا يتعامل السياسيون وصانعو القرار السياسي معها من زوايا مختلفة.

كيف يفكرون في السلطة وعلاقتها بهم؟ هل السلطة هدف أم وسيلة؟ اود الاشارة الى بعض الزعماء والرؤساء الذين استقالوا من مناصبهم، رغم امكانية استمرارهم في السلطة. ومن ناحية اخرى، شاهدنا بعض الاشخاص الآخرين الذين يفضلون الاستمرار في مناصبهم حتى الساعات الاخيرة من حياتهم. فهناك جيانغ زيمن ومهاتير محمد ونلسون مانديلا، وعندما كنت استمع الى خطبة مبارك في مجلس الشعب المصري فكرت في جيانغ زيمن ومبارك، فقد ولدا في العقد الثالث من القرن العشرين، وشاهدت القذافي عندما حضر مراسم اداء مبارك للقسم في مجلس الشعب، وتذكرت ان القذافي حكم ليبيا لاكثر من 37 سنة.

ما هو الفرق بين جيانغ زيمن وحكام آخرين؟ ما هي المعايير؟ البقاء او ترك السلطة؟ اذا ما اراد جيانغ زيمن ومهاتير محمد ونيلسون مانديلا الاستمرار في السلطة لما وجدوا أية صعوبة أو عقبات، وبالرغم من ذلك فقد تركوا السلطة. في النهاية لا بد لكل شخص ان يموت. وسيترك كل شيء، قال الله تعالى «أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ».

وطلب البعض من مهاتير ومانديلا الاستمرار في السلطة، ولكنهما تركاها. وفي الوقت ذاته يطالب البعض من الزعماء بترك مناصبهم ولكنهم يستمرون.

واعتقد ان ذلك يرمز لوجهتي نظر لأسلوبين في الحياة، فقد كتب جيانغ زيمن خطابا مهما للغاية في الاجتماع العام لحزبه قال فيه: «لقد نفذت واجباتي كما حددتها اللجنة المركزية، وقد احترمت دائما وأيدت اعمال القيادة الجماعية المركزية، التي توقعت تقاعدا كاملا من موقعي في القيادة». وقال جيانغ انه يحترم الحزب والشعب الصيني احتراما كبيرا. وكان جيانغ زيمن قد حكم الصين لمدة 24 سنة منذ عام 1990 الى 2004.

في المقابل اصر مبارك عدة مرات على دور الشعب والمؤسسات والنخبة والديمقراطية والحرية.

ان بناء الامم اكثر اهمية من حماية السلطة. تذكروا صدام حسين الذي حكم العراق لأكثر من ثلاثة عقود حكما مطلقا، ما هي انجازاته. وإذا ما قارنا بين العراق والصين في العقود الثلاثة الماضية ما الذي حدث للبلدين؟

هو امر غريب، فكروا في كلمات جيانغ زيمن، عندما ترك السلطة كيف عثر على هذه الثقة؟ في حين يحدث العكس في بعض الدول الاسلامية .

* كاتب وباحث إيراني