النجاح: فكرة ذكية!

TT

قابلت في الفليبين سيدة سورية تبعث على الإعجاب. مات زوجها وكانت تبيع معه القماش بين الجزر ـ عدد جزر الفليبين سبعة آلاف جزيرة. عرفهما الناس. مات الرجل وعندها أطفال صغار. ولكن أهل سوريا ولبنان صنعوا من الصخر، قوة وصبرا وإرادة ونجاحا في النهاية. هذه السيدة اشترت قطعة ارض خارج مدينة مانيلا.. والأرض بعيدة. ولأنها بعيدة فهي رخيصة.. وأقامت كنيسة. وبسرعة رصفت الدولة الطريق إلى الكنيسة وأضاءت هذا الشارع الجديد.. وتزاحم الناس على الكنيسة الجميلة. وبسرعة أقامت السيدة السورية مصنعا بالقرب من الكنيسة وأقامت بيوتا وعرضت منتجات مصنعها من الأدوات المنزلية!

وذكاء هذه السيدة، أنها اخترعت شيئا يجذب الناس: الكنيسة! وعندما ذهبت إلى هونج كونج وجدتهم يبيعون مرهما أو دهانا لإزالة الصداع اسمه «مرهم النمر». وله حكاية. والحكاية أن رجلا اخترع هذا المرهم وعالج به أحد الرهبان هو وأسرته. وطلب منه ثمنا لذلك، أن يقول للمصلين إن رجلا مسكينا قد اخترعه. وهو يوزعه مجانا على من يحتاج إليه. والرجل جالس أمام المعبد.. وكلما عرض عليه الناس فلوسا رفض. وصار الرجل مشهورا. وفجأة اختفي الرجل شهرا وشهرين.. وفوجئ الناس بأن دكانا يبيع هذا المرهم. وقالوا إن الرجل مات وإن هؤلاء ورثته.. وحول هذا المكان أقيم حي ظل يكبر حتي صار اكبر الأحياء!

إنها فكرة ذكية. خلقت حياة وتجارة رائجة.

وقد استطاع الصينيون أن يفعلوا ذلك بصورة أكبر. فعندهم جزيرة اسمها هينان.. وكانوا يسمونها: آخر الدنيا .والآن يسمونها هاواي الشرق. وقد ابتكروا مناسبات لإحيائها وتنشيطها وجذب الدنيا إليها. فأقاموا فيها حفلات اختيار «ملكة جمال العالم».. أقاموا لذلك فنادق خمس وست نجوم.. وحدائق وأحواضا للسباحة وملابس وتماثيل ومطاعم ومعاهد للجمال.. أي كيف تصبح الفتاة جميلة وكيف يصبح من حقها أن تكون ملكة الجميلات في الصين، ثم بعد ذلك في العالم.. ثم انشأوا معاهد الخدمة الفندقية.. وفنون السياحة واستقبال الضيوف ودراسة اللغات العالمية كاللغة الإنجليزية، التي هي اللغة الثانية في العالم بعد لغة الماندرين الصينية التي يتكلم به مليار نسمة.

فالنجاح فكرة.. والرواج فكرة.. انظر ماذا فعلوا في مونت كارلو وفي البندقية وفي جزر مايوركا وبربادوس وشرم الشيخ.