الهيئة العليا للسياحة وبرنامج «ابتسم»

TT

قبل أيام دشنت الهيئة العليا للسياحة في السعودية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم برنامج التربية السياحية المدرسية «ابتسم»، وقد توالت ردود الأفعال على البرنامج حول اهمية الابتسامة والحاجة لها في مجتمعنا، والتساؤلات من قبل بعض الكتاب عن كيفية نجاح برنامج «ابتسم» في مجتمع «يخلو من ثقافة الابتسامة»، على حد تعبيرهم. ولذلك وددت توضيح بعض النقاط التي أجملها في التالي:

أولا: إن برنامج ابتسم هو احد مبادرات الهيئة التي تنفذها حاليا في اطار استراتيجية مترابطة العناصر أقرتها الدولة لإعادة هيكلة وتطوير السياحة الوطنية كصناعة اقتصادية مهمة، ذات اهداف اجتماعية وثقافية.

كما ان اختيار اسم «ابتسم» جاء اختصارا للأحرف الأولى لكامل اسم البرنامج.

ولقد تم هذا الاختيار بعناية فائقة ليعكس الاسم أهداف البرنامج الأساسية والتي من أهمها، تحفيز طلاب المدارس للتعرف على وطنهم الكبير، والاطلاع على ما حباه الله من مقومات حضارية وثقافية وبيئية، والتقاء أقرانهم وإخوانهم في المناطق المختلفة، مما يعزز اللحمة بين أفراد المجتمع، ويقوي اعتزازهم بوطنهم وما حباه الله من نعم وما تم فيه من انجازات كبيرة. ويؤمل ان يساهم البرنامج ايضا في تفعيل منهج التربية الوطنية، وتقديم ثقافة السياحة المنظمة والقيمة بشكل منهجي للأجيال.

ثانيا: لا أتفق بالكامل مع تعميم البعض بأن مجتمعنا يخلو من ثقافة الابتسامة. فنحن ولله الحمد نعيش في ظل دولة توحدت قلوب ابنائها قبل ان تتوحد جغرافيتها على العقيدة السمحاء والقيم الاسلامية الرفيعة، ونحن امة تقتدي بأفضل الخلق «صلى الله عليه وسلم»، والذي امتازت معاملته الكريمة مع الناس بالخلق الحسن وبشاشة الوجه وحسن المعاملة. وإن كان هناك من تخلى عن هذه السمات الاخلاقية الحميدة في مجتمعنا، فهم قلة. والمجتمع السعودي كريم مضياف بشوش في غالبه.

ثالثا: ان «ابتسم» هي دعوة لزيارة مناطق ومحافظات المملكة والمواقع السياحية والتراثية والطبيعية الرائعة المنتشرة في ارجائها، والاحتكاك بأهلها المرحبين الكرماء.

ومن واقع تجربتي الشخصية وتجارب الآخرين ممن يواظبون على التجول في ارجاء البلاد، فإن بلادنا هي من اجمل البلاد وأوفرها خيرات ومقومات ولله الحمد، ولذلك، فإن كان هنالك من تخل عن «ثقافة الابتسامة» فإن ذلك أمر مؤسف، فكيف لا يبتسم المواطن وهو ينتسب لبلاد الحرمين ومهد الإسلام، وكيف لا يبتسم وهو يسمع الأذان خمس مرات في اليوم من آلاف المآذن، وكيف لا يبتسم وهو يعيش في بلاد الرخاء والأمن والاستقرار والاطمئنان، وكيف لا يبتسم وهو يشاهد ما حبا الله بلاده من خيرات لا يضاهيها الا القليل من الدول ومواقع تقاطعت عندها الحضارات وخلدها فوقها التاريخ.

ان المؤمل ان يتمكن هذا المشروع الطموح من تعزيز الوطنية والانتماء لدى النشء من خلال إحداث نقلة عميقة لدى الطلاب والطالبات في استيعابهم لما تم في بلادنا الغالية من تنمية جبارة في وقت قياسي، وما في بلادنا من خيرات وتنوع بيئي وثقافي وامكانات هائلة وكامنة في الصحارى والجبال والبحار والشواطئ.

نؤمل ايضا ان يكون لهذا المشروع اثر جانبي على أسر الطلبة والطالبات وعلى ابنائهم مستقبلا. فنحن من خلال هذا البرنامج نستثمر في مواطني المستقبل، ونقدم لهم بلادهم ليروها ويستمتعوا بزيارتها ـ ولتكون هي خيارهم الأول دائما.

هذا البرنامج هو جزء من خطة طموحة تنفذها الهيئة العليا للسياحة مع شركائها، ومن اكثرهم فاعلية وزارة التربية والتعليم، وفي اطار تعزيز ثقافة السياحة اجتماعيا، وتطوير قدرات المواطنين ليتمكنوا من المشاركة والاستفادة من هذا القطاع الاقتصادي الناشئ والواعد ـ كسياح ومستضيفين، وكمستثمرين ومقدمي خدمات.

ونحن هنا نقدر حجم المهمة والمعوقات، وأهمية اعطاء التدرج والوقت الكافي لتحقيق النتائج المرجوة.

وفي الختام أشكر وأقدر متابعة الجميع لنشاطات الهيئة، كما يسعدنا توفير المزيد من المعلومات عن البرنامج او مبادرات الهيئة بصفة مباشرة، او من خلال موقع الهيئة على الانترنت www.sct.gov.sa أو موقع مبادرات الهيئة www.sct.gov.sa/sctguide أو موقع برنامج ابتسم www.ibtasem.net.

* الأمين العام للهيئة العليا للسياحة